الإخباريةً نيوز :
في بيان صحفي يرقى إلى مصاف الوثيقة الاستراتيجية، أطلق الباحث والحقوقي نبيل أبوالياسين تحليلاً استثنائياً أشاد فيه بالرؤية الحكيمة التي تقود المملكة العربية السعودية تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، معتبراً أن السياسة السعودية تمثل "نموذجاً ريادياً متوازناً لا يلبي طموحات الشعب السعودي فحسب، بل يحقق تطلعات الأمّة العربية جمعاء، ويضع لبنات الاستقرار الإقليمي الذي طالما انتظرته المنطقة.
وفي لحظة تاريخية تجسد انفتاح المملكة العربية السعودية على العالم، وتؤكد دورها الريادي في صناعة السلام والتنمية، تزامنت زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض مع لقاء النجم العالمي كريستيانو رونالدو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب. هذا التزامن ليس صدفة، بل هو رسالة قوية تعكس رؤية المملكة في توظيف الرياضة كجسر للتواصل الحضاري، وكركيزة لتعزيز العلاقات الدولية، مما يجعل السياسة السعودية نموذجاً يحتذى في الدبلوماسية المتوازنة التي تخدم مصالح الأمة العربية بأكملها.
أكد أبوالياسين أن السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، تحت قيادة سمو ولي العهد، تمثل نموذجاً فريداً في الدبلوماسية الواعية، القادرة على موازنة المصالح الوطنية مع المتطلبات الإقليمية والدولية. وأضاف أن زيارة سموه إلى البيت الأبيض تأتي في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتي تشمل مجالات الدفاع والطاقة والتقنية، بما يخدم رؤية المملكة الطموحة 2030، ويدعم جهود التنويع الاقتصادي وبناء شراكات دولية مستدامة. كما لفت إلى أن هذه الزيارة تبرز الدور السعودي كفاعل رئيس في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وتعكس حرص القيادة السعودية على تعزيز التعاون مع الحلفاء التقليديين، مع الحفاظ على الثوابت العربية والإسلامية.
وأشار أبوالياسين إلى أن المملكة العربية السعودية تضع تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية كشرط أساسي لأي اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، مما يؤكد موقفها الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني. ووضح أن الرياض ترفض أي مسار للتطبيع يفتقر إلى ضمانات حقيقية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يعكس التزامها الأخلاقي والسياسي تجاه القضية المركزية للأمة العربية. وأضاف أن الموقف السعودي يثبت أن الأولوية هي لتحقيق السلام العادل والشامل، وليس للمكاسب السياسية الضيقة، مما يجعل المملكة ركيزة للثبات في مواجهة الضغوط الدولية.
ولفت أبوالياسين إلى أن الزيارة التاريخية لسمو ولي العهد إلى واشنطن ستمهد لشراكات اقتصادية واستثمارية غير مسبوقة، تتضمن اتفاقيات في مجالات الطاقة النووية المدنية، والذكاء الاصطناعي، والرقائق الإلكترونية، والصناعات الدفاعية، والتي ستسهم في نقل التقنية إلى المملكة وتعزيز مكانتها كمركز مالي وتقني على الخريطة العالمية. وأشاد بالرؤية الاقتصادية لسمو ولي العهد التي تضع التنويع والابتكار في صلب أولوياتها، مما يضمن تحولاً اقتصادياً شاملاً يتجاوز الاعتماد على النفط، ويبني اقتصاداً قائماً على المعرفة والشراكات الدولية الاستراتيجية.
ومن المتوقع أن تسفر هذه الشراكة عن اتفاقيات تاريخية، لا سيما في مجال الطاقة النووية المدنية حيث يجري التباحث حول "إطار اتفاق لتعاون نووي مدني" كما أفاد مصدر سعودي مطّلع، إلى جانب الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية التي تحتاجها المملكة لدعم طموحاتها التقنية. هذه الاتفاقيات تمهد الطريق لتحقيق هدف استثماري طموح يتمثل في رفع حجم التبادل والاستثمارات المتبادلة بين البلدين، والتي تشير البيانات إلى أنها قد تصل إلى 600 مليار دولار في مرحلة لاحقة، مما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية وقدرتها على تحقيق رؤية 2030.
أكد أبوالياسين أن اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في البيت الأبيض، والذي تزامن مع زيارة سمو ولي العهد، يعد رسالة دبلوماسية ذكية تعكس عمق العلاقات السعودية الأمريكية، ودور الرياضة كلغة عالمية توحد الشعوب. وأضاف أن اختيار رونالدو، الذي يمثل أحد رموز الرياضة في المملكة من خلال نادي النصر، له دلالة كبيرة على المكانة التي تمنحها السعودية للرياضة كأداة للتقارب الثقافي والدبلوماسي. ووصف هذا التوقيت بأنه "محطة تاريخية تبرز كيف تستطيع المملكة أن تدمج بين السياسة والرياضة لتعزيز حضورها الدولي".
وهذا التوقيت بالذات - حيث يلعب رونالدو في الدوري السعودي ويستعد لكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة - يحول اللقاء من مجرد حدث رياضي إلى رسالة دبلوماسية مكتملة الأركان. إنها علاقة ثلاثية الأبعاد: سياسة تُبنى في المكتب البيضاوي، واقتصاد يُتفاوض عليه في القاعات المغلقة، ورياضة تلتقي في الأضواء، مما يجسد الطبيعة المتشابكة والمتطورة للعلاقات السعودية الأمريكية التي لم تعد تقتصر على التحالف التقليدي بل أصبحت شراكة استراتيجية شاملة.
وختم نبيل أبوالياسين بيانه الصحفي بالتأكيد على أن السياسة السعودية، تحت قيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، "تكتب تاريخاً جديداً من الإنجازات والدبلوماسية المتوازنة التي تخدم ليس فقط مصالح المملكة، بل وتطلعات الأمة العربية جمعاء". وأكد أن الزيارات المتزامنة للبيت الأبيض تجسد "رؤية متكاملة تدمج بين السياسة والاقتصاد والرياضة لبناء شراكات عالمية وتعزيز الدور المحوري لل المملكة". واختتم قائلاً: مستقبل المنطقة سيرسم بحكمة قادتها، والسعودية، بسياستها المتوازنة وبصيرتها الثاقبة، في قلب صناعة هذا المستقبل المشرف للأمة العربية.

تعليقات
إرسال تعليق