القائمة الرئيسية

الصفحات

أبوالياسين: أنجلينا جولي تمزق صمت العالم.. ضمير الإنسانية يعلو فوق صواريخ الحرب



الإخبارية نيوز : 

من عمق المعاناة في أوكرانيا وغزة، حيث صرخات المدنيين تتعالى وسط أنقاض الحرب، تبرز أنجلينا جولي كصرح إنساني شامخ. في لحظة تاريخية يجتمع فيها نبل الإنسانية بعمق التحليل، نرى مسيرة جولي الإنسانية تتقاطع مع رؤى الحقوقي المخضرم نبيل أبو الياسين، ليصنعا معاً سفراً إنسانياً فريداً. من أرض المعركة في أوكرانيا إلى المأساة الإنسانية في غزة، تثبت جولي أن النجومية الحقيقية هي في الوقوف مع الإنسان أينما كان، بينما يحلل أبو الياسين هذه المسيرة بعين الخبير والباحث في الشأن الدولي، ليقدما معاً صورة نادرة للتكامل بين العمل الميداني والتحليل الأكاديمي الحقوقي.


على خط النار: رؤية أبو الياسين لزيارة جولي التاريخية










أوضح أبو الياسين أن زيارة أنجلينا جولي المفاجئة لأوكرانيا تمثل نقلة نوعية في مفهوم العمل الإنساني العالمي، حيث انتقلت من قاعات الأمم المتحدة الفخمة إلى قلب الخطوط الأمامية في خيرسون وميكولايف. وأضاف المحلل البارز أن وصف جولي للطائرات المسيرة بأنها "سفاري البشر" ليس مجرد تعبير درامي، بل هو تحليل دقيق لواقع مرعب يعيشه المدنيون، حيث أصبحوا مطاردين بشكل مستمر في ما يشبه رحلات الصيد. وأكد أبو الياسين أن هذا الوصف يتطابق تماماً مع تقرير لجنة التحقيق الأممية الدولية الذي خلص إلى أن روسيا تلاحق المدنيين بطائرات مسيرة في ما يصل إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية، مما يؤكد دقة ملاحظات جولي ووعيها العميق بتفاصيل الأزمات الدولية.


انتقائية الحقوق: تحليل أبو الياسين لموقف جولي التاريخي







أشار الباحث في الشأن العربي والدولي إلى أن تصريحات جولي الأخيرة حول "الانتقائية الدولية الوقحة" في تعامل المجتمع الدولي مع غزة تمثل نقطة تحول في الخطاب الإنساني العالمي. ووضح أبو الياسين أن جولي لم تكتفِ بإلقاء التصريحات الإنشائية، بل استندت إلى أرقام ومؤشرات أممية دقيقة، حيث أشارت إلى أن حوالى 132 ألف طفل في غزة تحت سن الخامسة معرضون لخطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد، وأكثر من نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة. وأكد أن هذه الأرقام تمثل أدلة دامغة في سياق التحليل الحقوقي الدولي، وتعطي مصداقية استثنائية لتحذيرات جولي.


القانون الإنساني: رؤية مشتركة للحماية الدولية










أضاف الحقوقي المخضرم أن اتفاقه مع رؤية جولي ينبع من التزامهما المشترك بمبادئ القانون الإنساني الدولي، الذي يوجب على أطراف النزاع السماح بمرور المساعدات الإنسانية دون عراقيل. ووضح أن جولي عندما قالت: أولئك الذين يملكون القدرة على دعم القانون الإنساني الدولي لكنهم لا يفعلون شيئاً يتحملون المسؤولية، فإنها تلمس جوهر الالتزام الدولي ب"احترام وضمان احترام" القانون الإنساني الذي تنص عليه المادة الأولى المشتركة في اتفاقيات جنيف. وأكد أن هذا التوافق في الرؤى يمثل نموذجاً فريداً للتعاون بين النشاط الإعلامي والعمل الحقوقي الأكاديمي.


مسيرة التضامن: من اللاجئين إلى مراكز صنع القرار








أشار أبو الياسين إلى أن مسيرة جولي الإنسانية تمثل رحلة متكاملة بدأت من العمل الميداني مع اللاجئين كمبعوثة خاصة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصولاً إلى نقلة نوعية عندما استقالت من دورها الرسمي لتتمكن من العمل على مجموعة أوسع من القضايا الإنسانية. وأكد أن هذه النقلة تجسدت بشكل واضح في تحولها إلى ناقدة قوية لانتهاكات حقوق الإنسان في صراعات مثل حرب غزة، حيث دعت إلى وقف إطلاق النار والدفاع عن المدنيين، مما يؤشر لتحول استراتيجي في أدوات الضغط الإنساني العالمي.


 كلمات أبولياسين الأخيرة









وختم نبيل أبو الياسين بيانه الصحفي بالتأكيد على أن العالم يقف عند منعطف تاريخي خطير، حيث قال: ما تشهدونه اليوم مع أنجلينا جولي ليس مجرد نشاط إنساني عابر، بل هو إعادة تعريف للضمير العالمي. عندما تتحول نجمة هوليوود إلى صوت للمظلومين، وعندما تنتقل من هوليوود إلى خطوط النار في أوكرانيا وغزة، فإنها ترسل رسالة واضحة: لقد سقطت الأقنعة الزائفة. إن تصريحات جولي حول "سفاري البشر"و"الانتقائية الدولية الوقحة" تمثل صفعة قوية للأنظمة الدولية الفاشلة. نحن أمام لحظة حقيقة، إما أن نستمر في الصمت التواطئي، أو ننضم إلى هذه الصرخة الإنسانية التي تذكرنا بأن الإنسانية يجب أن تكون هويتنا الأولى والأخيرة. وإن مسؤولية حماية المدنيين ليست خياراً، بل هي التزام دولي ملزم، والذين يتقاعسون عن هذه المسؤولية يساهمون في تشريع جرائم الحرب ويضعون مستقبل البشرية جمعاء على حافة الهاوية.

تعليقات