القائمة الرئيسية

الصفحات

من العلم الباطني للكلمات: قران وطه وتوراه.


 

الأديبة والمفكرة الدكتورة حكيمة جعدوني.


من كتاب تأويل الأحرف في القرآن الكريم.


إن التشفير في القرآن العظيم يتحكّم في كلّ شيء، إذ يمكن من خلاله تغيير أيّ شيء. ولكن حينما علم الأنبياء عليهم السلام ذلك، وبعد تمكّنهم من علم القرآن العظيم، خافوا جدا من تحمّل أمانة ما جاء فيه. 

 ،؛، لا يمكنكم ببساطة تقرير مصير أيّ مخلوق؛ لأنكم حينها قد تكونون ظالمين له، والله لا يحبّ الظلم، ويعاقب عليه. وبالتالي لم يتجرأ أحد من الأنبياء عليهم السلام على استخدام علم القرآن العظيم إلا قليلا.،؛، 


إذا بلغ أحد درجة الإحسان، وقرأ القرآن العظيم كما يجب، علم معنى كل كلمة وحرف ورقم، وقدّسها؛ فإنّ طبيعة الأشياء من حوله ستتغيّر، فيرى بنفسه الحقيقة. 

المفاتيح تبدأ بحرف، وتسحب إليها باقي الأحرف، ولا تقبل بحرف ناقص أو زائد من أول انتقاء لها، إذ لا توجد محاولة ثانية، لأن برنامجها يغلق نهائيا.


كتاب "القرآن" والذي هو مكوّن من أربعة حروف مميزة، لأنها حروف المفاتيح التي تحدثت عنها آنفا: ق، ر، ا، ن،


الحرف المفتاح هو كتاب بدوره، حين يضاف إليه حروف جذرية، تجعل منه اسما لمفتاح.


كلمة: قرآن مثلا مكونة من قسمين: قر، ان، 


قر، تعني قرية قريش. 

أما الحرفين ان، فيشيران إلى اسم ونسب الرجل، حامل الكتاب.


فمثلا: 


أ: أحمد

رآ : وتعني مكان النزول الأول وهو "غار حرآء"

   . . .


كلمتي "طه وتوراه"


نأخذ كلمة: توراة ونستخرج علاقتها بحروف طه.


كلمة "توراة" وهو كتاب مقدس مكون من خمسة أحرف: ت، و، ر، ا، ة،


كلمة "توراة" مكونة من قسمين: تور، اة،


تور: وهي كلمة حديثة وأصلها طور الجبل، الذي نزل فيه الكتاب المقدّس على موسى النبي عليه السلام، وكان شكله عبارة عن ألواح. وهنا، يأتي الحرف ا، من "اة،".


الحرف أ: يرمز لبداية كلمة ألواح.


وأما كلمة "توراة" هي طه، وأعني طوراه حيث الحرف الأول ت، من كلمة توراة يرمز بالحرف ط، والحرف الأخير من كلمة توراة يرمز بالحرف ه، بدل ة، وهذا حسب اللغة، ولكن لماذا جعل الله مكان حرف ط، حرف ة، ؟


السبب هو أن الكتاب المقدّس التوراة أول ما نزل، كان على جبل طور، لكن هذا الكتاب مقدّر له أن يختفي، ويظهر مرة أخرى بنسخته الأصلية في المكان تور.


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والطُّورِ (1) وكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) والْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) والسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) والْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6)﴿ سورة الطور ﴾


سأشرح بطريقة العلم الظاهري أولا، ثم العلم الباطني ثانيا، وعلى المستوى الأول لكل منهما.

 إن الله أنزل الكتاب المقدس التوراة على شكل ألواح على جبل مقدّس، والذي هو الطور في أرض حفّت بالقداسة، وعليها بيته المقدّس بمحاذاة البحر المقدّس، وكان هذا في أول الأمر من العلم الظاهري، فما الذي آلت إليه مسيرة الكتاب لاحقا؟

 سأشرح ذلك بالآيات حتى يكون الأمر واضحا أكثر: في العلم الباطني تغير مكان الكتاب كليّا، حيث يستخدم المفتاح: طه وكلمة التوراة، فتكون النتيجة كالتالي:


جبل الطور يتحوّل إلى "تور" والكتاب في ذلك المكان يكون "مستورا" وجميعنا يعلم أن إبراهيم عليه السلام رفع القواعد، وهنا يتغيّر البيت: من بيت المقدس إلى البيت المعمور وهو البيت الحرام. 

لما نزلت التوراة على موسى النبي عليه السلام، كانت على شكل ألواح عليها تعاليم الإله وهذا معنى قول الله:


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2)﴿ سورة الطور ﴾


قيل إن موسى عليه السلام تلقّى من ربه كلمات فسطّر ما سمعه، غير أنّ الحقيقة أسمى من هذا التصوّر؛ إذ تجلّت الألواح من عند الله مسطورة الكلمات، وكان موسى النبي عليه السلام يخرج على قومه يتلوها بلغة السماء؛ لغة الإله والملائكة وأهل الجنّة، لغة آدم الأول، اللغة الأم: لغة كتاب العلم المقدّس. وقد اختلف الكثيرون حول عدد الألواح التي أنزلت على موسى النبي عليه السلام، لكن الله ذكر العدد تحديدا في الآية التالية:


بسم الله الرحمن الرحيم

إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوهَا وجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ واللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

﴿ سورة التوبة 40﴾


كلّ من قرأ هذه الآيات علم أنها تتحدث عن محمد الرسول ﷺ وصاحبه، وعن معاناته الشديدة مع قومه في بداية النبوة، وهذا هو العلم الظاهري للآيات، لكن ماذا عن العلم الباطني لها؟


غار ثور هو نفسه جبل تور، الذي فيه ألواح التوراة الأصلية، وعددها اثنان. نلاحظ مكان تواجد الجبل المرمز، والآية "والطور" والتي هي والتور والبيت والبحر، فتستخرج الألواح لما يتم تفعيل المفتاح "طه" بالاسم.


الحرف ه، يعني القوم الذين بعث إليهم الكتاب المقدّس، وهم قوم "هادوا": بني إسرائيل. وبعد كتابة الآيات المقدسة وهي كلمات الله، جعلها في كتاب واحد يضمّ عدة كتب بداخله، ثم أعطى الأمر بتفعيل شيفرات القرآن العظيم من خلال الأسماء، وبدأ بعدها مباشرة التخليق لكلّ شيء، وكل ما تراه الأعين وما خفي عنها، حتى أنه يمكن خلق كون ثان بنفس الطريقة والصفات كلّها بما في ذلك المخلوقات، وهذا خلاصة المكنون عن القرآن العظيم.


قال الله في الآية: (وعلّم آدم الأسماء كلها)، على نحو ما ذكرت من قبل، فإن كلمة ''آدم'' هي ثلاث حروف لثلاث خلفاء، هم فقط من علّمهم الله الأسماء كلها: آدم.


آ: آدم

د: داوود       

م: المنتظر

       . . .

تعليقات