بقلم/نشأت البسيوني
غحين يكتب القدر حكاية القلب المرهق
هناك لحظة يا صديقي
حين تتوقف كل الكلمات عن الكلام
وتصبح الروح صامتة كما لو أن العالم بأسره اختفى
ويبقى القلب وحده يكتب على جدار الصمت
حكاية لم يسمعها أحد
حكاية يقرأها الليل بعينين متعبتين
نحن نعيش بين سطور القدر
نحاول أن نقرأها
لكن كثيرا ما نجد الكلمات مقلوبة
والمعاني مضطربة
والأحلام مشوهة
فنبتسم لأن لا خيار آخر أمامنا
ونمضي كأننا نفهم ما يحدث
بينما الحقيقة أننا لا نفهم شيئا
كم مرة شعرت بأن قلبك على وشك الانفجار
كم مرة بكيت في صمت دون أن يسمعك أحد
كم مرة حاولت أن تفهم لماذا يخذلنا العالم
أو لماذا يرحل من نحب
ثم اكتشفت أن الإجابة ليست في الخارج
بل في الداخل في القوة الخفية التي تمنعنا من الاستسلام
يا صديقي
الحياة ليست عدالة بل دروس
وكل وجع يحمل بين طياته حكمة
حتى لو لم نفهمها في لحظتها
حتى لو بدا الألم بلا سبب
فهو يعد روحنا لما سيأتي لاحقا
حين يكتب القدر حكاية القلب المرهق
تتضاعف الأسئلة
لكن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على السؤال
في القدرة على المضي رغم كل الجروح
في القدرة على الحب رغم كل الخيبات
وفي القدرة على النهوض رغم سقوط الأمان الذي ظننته مؤكدا
نحن نتعلم شيئا واحدا مهما
أن الوجع ليس نهاية الطريق
وأن الغياب ليس دائما خسارة
وأن الحزن لا يقيم الدليل على الفشل
بل على أننا كنا نعيش بصدق
نحب بصدق
ونحلم بصدق
حين يكتب القدر حكاية القلب المرهق
تدرك أن كل سقوط هو بداية جديدة
وكل خيبة فرصة لنرى أنفسنا بوضوح أكثر
وكل فقد يجعلنا نقدر ما بقي
وكل دمعة تزرع في أرواحنا قوة صامتة
تجعلنا أقوى وأكثر صبرا وأكثر إدراكا لقيمة اللحظات البسيطة التي نعيشها
وفي نهاية كل قصة يكتبها القدر
حين نرفع رؤوسنا من الرماد
نكتشف أن القلب لم يمت
وأننا لم نهزم
وأن الحب والأمل والنور
كلها تنتظر في داخلك لتستيقظ من جديد
حين نكون مستعدين أن نحب أن نحلم وأن نكم عنل الطريق
مهما طال الليل ومهما ثقل القدر ومهما تعب القلب

تعليقات
إرسال تعليق