بقلم/نشأت البسيوني
هناك أوقات تمر بها الحياة وكأنها مجرد صفحات بيضاء
تتقاطع فيها الأحداث بلا ترتيب والأشخاص يأتون ويذهبون
وتشعر أحيانا أن قلبك ضائع
يبحث عن نفسه وسط زحام الأيام
عن فرح ضائع عن حب لم يستكمل عن هدوء لم تشعر به منذ زمن بعيد
حين تعيد الأيام اكتشاف القلب المفقود
تبدأ رحلة من التأمل العميق
تسترجع الماضي بلا ألم بلا لوم
تكتشف كم كنت تحتاج لتلك اللحظات التي ضاعت منك
كم كان قلبك بحاجة لأن يعرف نفسه
كم كان روحك تبحث عن هدوء داخلي لم يكن واضحا
في هذه الرحلة تكتشف أن القلب لم يضيع أبدا
بل كان ينتظر اللحظة المناسبة
الوقت الذي يعيد ترتيب الأمور
الظروف التي تعيدك إلى نفسك
لتعرف أن الحب الفرح وحتى الحزن
هم جميعا أدوات لصقل روحك
ولتعلمك كيف تكون صادقا مع نفسك
وكيف تختار ما يليق بك وما ينير قلبك
حين تعيد الأيام اكتشاف القلب المفقود
تصير كل تجربة حتى المؤلمة منها درسا
وكل فقد مر بك لم يكن عبثا
بل كان يعدك للاكتشاف الحقيقي
للتقدير العميق لكل لحظة
وللتمسك بما يملأ قلبك حقيقية وسلاما
تبدأ روحك في رؤية الحياة بألوانها الحقيقية
الضيقة منها والواسعة المظلمة والمضيئة
وتكتشف أن لكل لقاء معنى
وكل رحيل سبب
وكل دمعة أثر
وأن كل ابتسامة مهما كانت بسيطة هدية ثمينة
حين تعيد الأيام اكتشاف القلب المفقود
تتعلم قيمة الصمت
قيمة الحنين
قيمة الانتظار
وتفهم أن الحب الحقيقي لا يقاس بالوقت
ولا بالموجود
بل بما تزرعه داخل نفسك من وفاء وصدق وامتنان
يا صديقي
القلب الذي اكتشف نفسه من جديد
أصبح أكثر قدرة على العطاء
أكثر صفاء من أي وقت مضى
أكثر حرية في الحب
أكثر سلاما مع الحياة
أكثر حكمة في اتخاذ القرارات
وأكثر قوة في مواجهة العواصف التي تأتي بلا سابق إنذار
وفي النهاية
حين تعيد الأيام اكتشاف القلب المفقود
تصير الحياة لوحة متكاملة
لا نقص فيها ولا فجوات
كل قطعة من الألم كل لحظة فرح كل غياب كل حضور
تصبح جزءا من جمال أكبر
جزءا من الرحلة التي علمتك أن قلبك لم يضيع
وأن روحك كانت دائمًا تعرف الطريق
وأن كل ما مر بك كان يستحق
وأن الاكتشاف الحقيقي للذات هو أجمل ما تمنحه الأيام
حين تعيد لك قلبك وأمانك وفرحتك وسلامك الداخلي

تعليقات
إرسال تعليق