هنا نابل بقلم المعز غني
إنَّ الرضا بالقضاء والقدر من أعظم القيم التي يحملها الإنسان في حياته.
فعندما نستقبل ما كتبه الله لنا بإيمان وإطمئنان ، نفتح أمام أنفسنا أبواب الراحة النفسية والسعادة . يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} ، فهذه الآية تمثل دعوة للتسليم لقضاء الله وقدره ، مما يعطينا القوة والثقة في مواجهة التحديات .
إنَّ الإيمان بالقضاء والقدر يعزز الثقة بالله ، فعندما نعلم أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا ، وأن ما أخطأنا فيه لم يكن ليصيبنا، نصبح أكثر قدرة على التعامل مع المصاعب.
إنَّ الرضا بقدره يجعل القلب مطمئنًا ، ويعين النفس على الصبر والإحتساب . فعلى سبيل المثال ، نجد أن الثقة بالله أنجت يونس في بطن الحوت ، وشقت البحر لموسى ، وجعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم ، وأنجت نوحاً من الغرق ، كما أنقذت محمداً صلى الله عليه وسلم من الأذى في الغار .
الثقة بالله لا يذوق حلاوتها إلا من عرف الله وأستشعر عظمته. فمتى ما أستشعر العبد هذه الثقة ، أعانه الله في جميع شؤونه ، وجعل له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا.
في ظل الأزمات ، تشتد الحاجة إلى التذكير بأن الله دائمًا مع عباده الذين يعتمدون عليه ، وهو القادر على فرجهم في أصعب اللحظات .
ومهما تضيق بنا الدنيا ، فإنَّ الأمل في رحمة الله يكون سلوى وبلسمًا . كما يقول الشاعر :
تضيقُ بنا الدّيارُ أسىً ومهما
قَستْ ندري سيفرجُها الإلهُ
فالأمل بمكنونات الفرج والثقة بقدرة الله تجلّي واقع الحياة في أبهى صوره.
إننا في خضم العثرات والمحن ، نجد أن الرضا والثقة بالله هي الأسس التي تضفي على حياتنا طابع السعادة والتوفيق نحتاج دومًا إلى أن نذكر أنفسنا بأن الابتلاءات ليست إلا محطات إمتحان ، وأن الله إذا أحب عبده أبتلاه ، ليكون سببا له في الرفعة والمغفرة .
في ختام القول ، أن نطلب من الله أن ييسر لنا كل يسير ، وأن نغلب على أنفسنا الرضا والإيمان ، لأنهما مفتاحا السعادة الحقيقية ، وسبيل التوفيق في الدنيا والآخرة.
واللهم بإسم أسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تحسن خاتمتنا وتقبلنا بعفوك ومغفرتك ورضونك .
اللهم آمين يا رب العالمين.
وآخر دعوانا
الحمد لله رب العالمين.

تعليقات
إرسال تعليق