علاء حمدي
قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي عضو مجلس الشيوخ : "أرى من واقع متابعة دقيقة لمجريات الأحداث في المنطقة العربية والشرق الأوسط أن هناك مبالغات خطيرة في بعض التحليلات المتداولة، التي تصوّر وكأن موازين القوة تتحول بعيدًا عن مصر، أو أن مكانتها التاريخية تتآكل أمام تحالفات خارجية أو صفقات اقتصادية وعسكرية هنا أو هناك.
وأكد الشهابي أن الحقيقة التي يجب التذكير بها هي أن مصر كانت وستبقى الدولة العربية القادرة على الحفاظ على استقلال قرارها الوطني دون أن تخضع لأي محور أو قوة كبرى، وأنها الدولة الوحيدة التي أثبتت — قولًا وفعلًا — قدرتها على مواجهة الضغوط الدولية وحماية مصالحها دون أن تتخلى عن ثوابتها القومية أو عن دورها في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وأوضح أن مصر هي التي وقفت بحزم في وجه أي مخططات تستهدف هوية المنطقة أو وجود شعوبها، وأجبرت الإدارات الأمريكية — ديمقراطية كانت أو جمهورية — على التراجع عن مخططات تمس حقوق الشعب الفلسطيني وتهدد الأمن القومي العربي، وأن موقف مصر السياسي الصلب هو الذي وضع حدودًا للخطر وأعاد رسم قواعد الاشتباك في الإقليم.
وأشار إلى أن ما يُثار عن "تراجع دور مصر" يغفل حقيقة أن القوة ليست في عدد الصفقات أو حجم الإنفاق، بل في امتلاك الإرادة الوطنية وقدرة الدولة على حماية أرضها وتأمين حدودها والحفاظ على تماسك مجتمعها، وهي عناصر القوة الحقيقية التي تميز مصر منذ عقود، وجعلت جيشها أقوى جيوش المنطقة دون ارتباط بأي قوة خارجية أو قواعد أجنبية على أراضيه.
كما أكّد الشهابي أن مصر تمضي بثبات في مشروعات قومية عملاقة برؤية متكاملة، بدءًا من البنية التحتية والطرق والمدن الذكية، مرورًا بمشروعات الأمن الغذائي والمائي، وصولًا إلى البرنامج النووي بالضبعة، الذي يمثل نقلة استراتيجية حقيقية وليست مشروعًا استعراضيًا أو مرتبطًا بإملاءات خارجية.
وختم الشهابي تصريحاته قائلاً: "إن الدور المصري ليس دورًا عابرًا أو ظرفيًا، بل هو دور رسخته الجغرافيا والتاريخ والتضحيات، وتعززه قيادة سياسية تمتلك رؤية واضحة وإرادة وطنية مستقلة، وشعب قادر على حماية وطنه، ولذلك ستظل مصر — رغم كل التحولات — قلبًا نابضًا للأمة وعاملًا رئيسيًا في صياغة مستقبل المنطقة".

تعليقات
إرسال تعليق