علاء حمدي
يسجّل اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات حضورًا ثقافيًا مميزًا في الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، التي تُقام خلال الفترة من 5 حتى 16 نوفمبر الجاري، عبر مشاركة ثرية تتضمّن سلسلة من الأنشطة والفعاليات الأدبية والشعرية والفكرية، التي تعكس مكانة الاتحاد كأحد أبرز حواضن الإبداع في الدولة.
وفي اليوم الأول من المشاركة، نظّم الاتحاد جلسة أدبية بعنوان "أثر المكان في الإنسان وتشكّل سمات المجتمع في الرواية الإماراتية"، شاركت فيها الكاتبة لولوة المنصوري والكاتب سعيد البادي، وأدارتها الدكتورة هند السعدي. ناقشت الجلسة حضور المكان في النص الروائي ودوره في تشكيل الوعي السردي والإنساني، حيث أشارت المنصوري إلى أن "المكان قد يسكن روح الأشياء"، موضحةً أن تفاصيل بسيطة كـ"ثقب الباب أو الثوب أو ركنٍ جغرافي محدد" يمكن أن تكون منطلقًا لبناء عالمٍ سرديٍّ متكامل. فيما تحدّث البادي عن تجربته في توظيف عوالم الفانتازيا المتمازجة مع الواقع في روايتيه، بما يثري تجربة القارئ ويكشف أبعادًا إنسانية جديدة.
وفي اليوم الثاني، أقام الاتحاد أمسية شعرية بعنوان "شِعر ووتر"، جمعت بين الشعر والموسيقى في تفاعلٍ إبداعي مفعم بالجمال، شاركت فيها الشاعرة نجاة الظاهري والشاعر ياسر دحي، بمصاحبة عازفة القانون سمية بو خشم، وأدارتها الإعلامية شيخة بن خميس، وسط حضور نوعيّ من محبّي الشعر والفن.
أما في اليوم الثالث، فقد نظم الاتحاد جلسة فكرية بعنوان "أثر النصوص المقدسة في التعريف بالعربية وإثرائها.. العصور الوسطى أنموذجًا"، قدّمها الأستاذ الدكتور تمام الأيوبي وأدارتها عائشة الحمودي. تناول الأيوبي خلالها العلاقة بين اللغة والنص المقدّس، ودور هذا التفاعل في بناء الوعي اللغوي العربي وإثراء الثقافة الإسلامية، بحضور مريم الزرعوني، المسؤولة الثقافية في الاتحاد، وجمعٍ من الأكاديميين وطلاب الأدب والمهتمين.
وفي اليوم الرابع من فعاليات المعرض، عقد الاتحاد جلسة حوارية بعنوان "الطلائع الأدبية في مؤسساتنا الأكاديمية"، بالتعاون مع كليات التقنية العليا في المدينة الأكاديمية بدبي، شارك فيها الكاتبان يوسف محمد وفاطمة محمد، وأدارتها وضحـة البلوكي، بحضور الدكتورة هند المشموم، مديرة فرع الاتحاد في دبي. ناقش المشاركون تجاربهم الأدبية الأولى ومصادر الإلهام التي أسهمت في صقل مواهبهم، مؤكدين أهمية البيئة التعليمية في دعم الموهبة الأدبية الشابة.
وتأتي مشاركة الاتحاد هذا العام لتجسّد التزامه بدوره الريادي في دعم الحراك الثقافي الإماراتي وتعزيز حضور الأدب المحلي في المشهد العربي والدولي، من خلال مبادرات وبرامج تُعنى بالمبدعين وتحتفي بالكلمة الإماراتية في أبهى تجلياتها.

تعليقات
إرسال تعليق