قلم عصران الراوي
مع كل موسم انتخابي تواجه المجتمعات تحديات متعددة تبدأ بخيار المرشح الأنسب وتمتد الى كيفية التعامل مع اختلافات المواطنين وفهم وجهات النظر المتنوعة الانتخابات ليست مجرد عملية تصويت بل هي اختبار للنضج السياسي والاجتماعي وقياس لقدرة الافراد على ممارسة حقوقهم الديمقراطية بمسؤولية ووعي دون الانزلاق الى خصومة شخصية او استغلال الاختلاف لتحقيق مصالح ضيقة
دعم المرشحين هو حق اصيل يعكس حرية الاختيار والمشاركة السياسية وبالمثل لكل فرد الحق في رؤية الامور من زاوية مختلفة اختيارك لمرشح معين لا يعني خصومتك مع الآخرين ولا يقلل من قيمة اي مرشح آخر ومن يدعم مرشحا اخر ليس خائنا بل يعبر عن منظور مختلف وقد يرى الواقع بطريقة لا تتطابق مع رؤيتك هذا الاختلاف في الرأي ليس تهديدا بل فرصة لفهم اعمق للواقع السياسي كما يرى كل شخص الشمس من نافذة تختلف عن نافذتك
ومع ذلك كثيرا ما تتحول الحملات الانتخابية الى ساحة لتصفية الحسابات الشخصية او لتوجيه رسائل انتقامية وهو ما يضعف النسيج الاجتماعي ويعمق الانقسامات المجتمعات الكبيرة والمتنوعة اكبر من اي مرشح وابقى من اي دورة انتخابية السياسة ليست بيعة ولا خصومة مطلقة بل هي ممارسة واعية ومسؤولة تتطلب منح الجميع مساحة للتعبير عن آرائهم بحرية بعيدا عن الضغوط النفسية والاجتماعية وهو جوهر المشاركة السياسية الفاعلة
الحكمة في التعامل مع الآخرين أثناء الانتخابات ليست رفاهية بل ضرورة وطنية الرد على الاساءة بالاساءة يعمق الانقسامات ويترك اثر سلبي طويل الامد بينما الحملات الانتخابية مرحلة مؤقتة وأثر الكلمات يبقى محفور في ذاكرة الناخبين الطريقة التي نتعامل بها مع المواطنين خلال أي موسم انتخابي ستظل في أذهانهم لذلك من الضروري ان نترك اثر ايجابي وبصمة طيبة لا قائمة اعداء طويلة
الديمقراطية تقاس بقدرة المجتمع على الحوار واحترام الرأي الآخر وليس فقط بعدد الاصوات في الصناديق المواطن الواعي يدرك ان الاختلاف في وجهات النظر ليس تهديدا بل فرصة لتعزيز النقاش وبناء فهم مشترك وتأكيد قيم المشاركة المدنية الراشدة السياسة الناجحة هي التي تجمع الناس على اساس الاحترام المتبادل والمصلحة العامة وليس التي تفرقهم على اساس الولاءات الضيقة او الحسابات الشخصية
ان المجتمع الذي يحترم اختلاف الرأي ويصون الكرامة الفردية ويبتعد عن الصراعات الشخصية هو المجتمع القادر على التقدم والنمو والاستقرار الانتخابات فرصة لتأكيد هذا المبدأ السياسة ليست خصومة بل فن ادارة الاختلاف بما يحقق الصالح العام والمنافسة الانتخابية يجب ان تكون وسيلة لتعزيز الحوار وليس لزرع الكراهية
على المستوى الشخصي العاقل هو من يخرج من الانتخابات بقلب اوسع ونظرة ارحب تاركا خلفه اي حسد او ضغائن مؤكدا ان الوحدة الوطنية فوق اي صراع انتخابي مؤقت وان العلاقات بين الناس لا يجب ان تقوض بحسابات ضيقة الانتخابات هي لحظة لتأكيد القيم الوطنية وليس مجرد تصويت لأشخاص
والمجتمع الذي يعتنق قيم التسامح والاحترام المتبادل ويضع المصلحة العامة فوق الانقسامات الضيقة هو المجتمع القادر على النمو والازدهار الانتخابات فرصة لتعزيز هذه القيم فرصة للتفكير في المصلحة العامة فرصة لإبراز السلوك الراشد للناخبين وفرصة لتثبيت قاعدة ان السياسة ميدان للحوار لا للعداء
الأثر الحقيقي للحملات الانتخابية لا يقاس بالاصوات التي يحصل عليها المرشح بل بقدرتك على ترك اثر ايجابي في وعي الناس الطريقة التي يتعامل بها المرشحون مع خصومهم ومع الناخبين ستظل علامة فارقة في الذاكرة المجتمعية العاقل هو من يختتم الانتخابات بقلب اوسع وبنظرة ارحب تاركًا بصمة ايجابية تسجل له في التاريخ المجتمعي مؤكدا ان المشاركة السياسية الواعية والمسؤولة هي الطريق لتحقيق التقدم والاستقرار والرخاء للجميع
وفي النهاية يجب ان ندرك ان الانتخابات ليست حدثا عابرا بل ممارسة للقيم الديمقراطية واختبارا للنضج السياسي والاجتماعي للمجتمع الديمقراطية الحقيقية تبدأ بالاحترام المتبادل قبل كل شيء ويظل اثر الكلمات والافعال في موسم الانتخابات حاضر بعد انتهائها المجتمع الذي يخرج من الانتخابات وهو اكثر تماسكًا وقادر على الحوار هو المجتمع القادر على الصمود امام تحديات المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة
الرسالة واضحة الاحترام والتقدير والتعامل الواعي مع الآخرين اساس المشاركة السياسية الناجحة والاختلاف في الرأي ليس تهديدا بل فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ الديمقراطية ولخلق مجتمع قادر على التقدم والازدهار العاقل هو من يختتم الانتخابات بقلب اوسع وبنظرة ارحب تاركا بصمة ايجابية واضحة في وعي الناس مؤكدا ان الديمقراطية الحقيقية تقوم على التقدير المتبادل وليس على الانقسام او الخصومة
تعليقات
إرسال تعليق