الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في خطوة نادرة تكشف عن عمق شخصيتها واعتزازها بجذورها، خصّت النجمة سيمون جمهورها بانفراد مميز في يوم المعلم، لتفتح ولأول مرة صندوق ذكرياتها المدرسية، الذي احتفظت به منذ الطفولة وحتى اليوم، لتعيد من خلاله تعريف معنى "التربية والتعليم" في حياتها، لا كمرحلة دراسية فقط، بل كأساس لتكوين الشخصية والنجاح الإنساني والمهني.
تبدأ سيمون حديثها مؤكدة أن المعلم الأول في حياتها كان والديها، قائلة: "قم للمعلم وفه التبجيلا، كُنت أسمعها منذ صغري من أبي وأمي، لأنهما أول من غرسا فيَّ قيمة التعليم والاحترام والاجتهاد، فهما أول معلّمين لي في الحياة قبل المدرسة والكتب."
تربت سيمون في بيت يؤمن أن التعليم ليس مجرد درجات أو امتحانات، بل أسلوب حياة، ولذلك، كما تقول، كانت دائمًا مجتهدة ومتفوقة بفضل التربية التي تلقتها في البيت، ثم الدعم الذي وجدته من معلميها على مدار سنوات الدراسة.
وتكشف النجمة للمرة الأولى أن جميع كراساتها القديمة وشهاداتها ما زالت تحتفظ بها حتى اليوم، موضحة: "كل الكراريس عندي لحد دلوقتي، بخطي، وبعلامات الأساتذة اللي كتبوا عليها (Très bon travail)، ودي بالنسبة لي مش مجرد أوراق، دي صفحات من العمر، بتفكرني بإني كنت بنت بتحب تتعلم، وتحب تعمل كل حاجة بإتقان."
وتضيف أن تلك الذكريات لا ترتبط بالدراسة وحدها، بل بمرحلة من الود والاحترام بين الزملاء والمعلمين، فتقول: "لحد النهارده عندي جروب لكل صديقات المدرسة، وأولهم صديقة الحضانة (Yvette Mohamed)، وده بالنسبالي جزء من التربية والتعليم الحقيقي، إن العلاقة تفضل فيها أصالة وود حتى بعد السنين."
وتشير سيمون إلى أن المدرسة التي درست بها، Collège du Bon Pasteur Choubra (officiel)، كانت بيئة شكلت وعيها الفني والإنساني، فتعلمت فيها النظام، والاجتهاد، والإصرار على تحقيق الذات. تؤكد أنها لا تنسى أسماء معلميها الأوائل الذين ساهموا في تكوينها، قائلة: "كل واحد فيهم كان سبب في إني أؤمن إن النجاح مش حظ، النجاح تعليم وتربية وثقة واجتهاد."
وفي سياق الاحتفال بـ يوم المعلم، تقول النجمة إن هذا اليوم لا يخص فئة بعينها فقط، بل هو يوم لكل من ساهم في بناء إنسان. تضيف: "كل سنة وكل معلمين الأرض بخير، لأنهم البداية الحقيقية لكل خير ونجاح على الأرض، وكل تقدم في أي مجال بيرجع لمعلم علّم أول خطوة."
وتختم سيمون حديثها مؤكدة أن القيم التي تعلمتها منذ طفولتها ما زالت ترافقها في مسيرتها الفنية حتى الآن، موضحة أن الالتزام والاحترام والاجتهاد هي مفاتيحها الدائمة في أي عمل تقدمه، سواء على المسرح أو في الغناء أو في حياتها اليومية.
تجربة سيمون مع التعليم، كما تقول، لم تكن مجرد رحلة فصول وكتب، بل كانت رحلة وعي وبناء إنسان يعرف قدر الكلمة والعمل، وتلك المعاني التي تحاول اليوم أن تنقلها للأجيال الجديدة، وهي تتحدث عن الماضي بكل فخر وهدوء، وكأنها تعيد تعريف "النجاح" من جذوره.
تعليقات
إرسال تعليق