القائمة الرئيسية

الصفحات

دمعة امرأة… في صعيد مصر حكاية صبر وصناعة أجيال



✍️ بقلم: أحمد الشبيتي


دمعة المرأة في صعيد مصر ليست دمعة ضعف، بل هي دمعة تختزن وراءها حكايات من الصبر والكفاح. هي دمعة الأم التي سهرت الليالي على تربية أبنائها، ودمعة الزوجة التي شاركت زوجها رحلة العناء، ودمعة البنت التي تحمل أحلام المستقبل في قلبها وتخشى أن تضيع.


دمعة صبر لا دمعة يأس

قد تبكي المرأة في صعيدنا حين يثقل عليها الحمل، أو يخذلها القريب، أو تتقاسم مع الزمن قسوته. لكنها – برغم دمعتها – تنهض من جديد، لتكمل المسيرة. فالمرأة هنا تعرف أن دمعتها لا تعني النهاية، بل بداية قوة جديدة.


في ميزان الدين

القرآن والسنة أوصيا بالمرأة خيرًا، فقال ﷺ:

«استوصوا بالنساء خيرًا».

وتكريم المرأة لا يكون بالكلام فقط، بل بالفعل، بصون حقوقها وإعطائها مكانتها التي أرادها الله لها: شريكة حياة، أمًّا صالحة، زوجة وفية، وبنتًا يُفتخر بها.


دمعة تُنبت رجالا

في بيوتنا الصعيدية، كم من دمعة نزلت على وجنات الأمهات وهن يربين أبناءهن على الجدعنة والشهامة! وكم من امرأة بكت وهي ترى أبناءها يكبرون في ظروف صعبة، لكنها أبت إلا أن تُخرج من بيتها طبيبًا، ومعلمًا، ومهندسًا، ورجلًا يحمل أمانة هذا الوطن.


إنصاف المرأة حق وواجب

المجتمع في كثير من الأحيان لا ينصف المرأة، فيثقل عليها الأعباء ويغفل عن عطائها. وقد آن الأوان أن ننظر إلى المرأة بعين العدل، لا بعين العاطفة وحدها. فهي لا تطلب المستحيل، بل تطلب فقط التقدير والاعتراف بجهدها ومكانتها.


كلمة أخيرة

دمعة المرأة في الصعيد ليست علامة انكسار، بل رمز تضحية وصبر. هي دمعة تنبت أملًا، وتصنع رجالًا، وتكتب في تاريخ كل بيت حكاية لا تُنسى.

فلنحفظ للمرأة كرامتها، ولنجعل من دمعتها طريقًا للرحمة والعدل، فصلاحها صلاحٌ لأمة بأكملها.

تعليقات