بقلم: أيمن بحر
فى لحظات مفصلية من التاريخ، تقف بعض الدول بثبات أمام رياح السياسة العالمية رافعة شعار السيادة والكرامة الوطنية فوق كل اعتبار. ومصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت واحدة من هذه الدول التي اختارت أن تمضي في طريقها، رغم الضغوط، ورغم التحديات ورغم التشكيك.
في أكثر من موقف، حمل السيسى رسائل واضحة للعالم: مصر لن تُدار من الخارج، ولن تخضع لأي إملاءات، وستصنع قرارها بإرادتها الخالصة مهما كان الثمن.
تلك الرسائل لم تكن مجرد شعارات، بل كانت مواقف عملية ظهرت في ملفات محورية، من بينها الأمن القومي، ملف سد النهضة القضية الفلسطينية مكافحة الإرهاب، وإعادة بناء الاقتصاد الوطنى.
عندما قال السيسى الجيش مش هايوافق...
واحدة من اللحظات التى سجلها التاريخ عندما صرح السيسى علنًا بأن الجيش المصرى لن يوافق على أي تهديد لأمن البلاد المائى فى إشارة مباشرة إلى أزمة سد النهضة. لم تكن الكلمات مجرد تحذير، بل إعلان نوايا يؤكد أن الأمن القومى المصرى ليس محل تفاوض.
اليوم وبعد أعوام من التعنت الإثيوبي، بدأت مواقف دولية تتغير وأصبح ملف سد النهضة مطروحا بجدية على طاولة مجلس الأمن ومؤسسات المجتمع الدولى. مصر التى تمسكت بخيار التفاوض، أثبتت أن الصبر الاستراتيجى قد يكون أقوى من ضجيج السلاح.
فى فلسطين... موقف لا يتغير
فى خضم الحرب المستعرة على غزة، ومع صمت بعض العواصم، كانت القاهرة حاضرة بقوة. لم تتردد مصر في فتح معبر رفح وإرسال المساعدات، واستقبال الجرحى والدعوة المستمرة لوقف إطلاق النار.
قال السيسي: لن نقبل بتصفية القضية الفلسطينية ولا بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ولن نسمح بأن تكون سيناء بديلاً عن غزة أو غيرها.
واليوم، ومع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بات صوت مصر أكثر حضورًا في المشهد، بفضل ثبات الموقف والدور الإنسانى والدبلوماسى المتوازن.
اقتصاد وسط العواصف
عندما راهن البعض على سقوط الاقتصاد المصرى جاءت المشروعات القومية العملاقة والبنية التحتية والعاصمة الإدارية وقناة السويس الجديدة، لتؤكد أن الرؤية الاقتصادية ليست فقط للبقاء، بل للنهوض.
قال السيسى يومًا: الدولة لازم تكبر، ولازم نحفر في الصخر، ومش هنتقدم إلا بالعمل والتضحيات.
واليوم، مع تزايد الاستثمارات الأجنبية وبدء تعافى الجنيه المصرى بعد سنوات من التحديات، يظهر أن الرؤية بدأت تؤتي ثمارها تدريجيًا، رغم التحديات العالمية من تضخم وجائحة وحروب.
ماذا حدث اليوم؟!
اليوم، يقف السيسى على أرضية صلبة وسط عالم مليء بالصراعات. ما حدث هو أن مصر باتت فاعلًا لا مفعولًا به.
دولة تملك قرارها.
رئيس يتحدث باسم شعبه، لا باسم أجندة خارجية.
وسياسة خارجية تنطلق من ثوابت وطنية لا مصالح ضيقة.
ما حدث اليوم هو تتويج لمسار من التحديات واجهت فيه مصر حملات تشويه وتهديدات أمنية وأزمات اقتصادية لكنها لم تنحنِ.
خلاصة القول
حين تحدّت مصر العالم لم تكن تبحث عن صدام بل عن احترام. لم ترفع شعار العناد بل الاستقلال.
وعندما تحدث السيسى لم يكن يخاطب فقط الداخل بل العالم كله:
مصر دولة قوية... ولن تركع.لاحد مهما طال الزمان ولا المكان
تعليقات
إرسال تعليق