هنا نابل/ بقلم المعز غني
عرض الليلة الثلاثاء 1 سبتمبر 2025 بمسرح الهواء الطلق المنصف قرط بنابل ، حيث أضاءت فرقة سلاطين الحضرة الركح في سهرة روحانية من أرقى ما يكون ، ضمن فعاليات ليالي نابل للخير من تنظيم المنظمة التونسية للتربية والأسرة – المكتب -الجهوي بنابل
لقد كان عرضًا إستثنائيًا يزخر بالنفحات الصوفية والأنغام الروحانية العميقة ، فبالرغم من أنّ الحضور الجماهيري لم يكن غفيرًا ، إلا أنّه كان عددًا محترمًا ، تفاعل مع اللوحات الإنشادية الصوفية بكل شغف ، رقصًا وغناءً وتمايلًا مع أهازيج الذكر والوجد.
وكأن المسرح تحوّل إلى حضرة مفتوحة تلامس القلوب وتغسل الأرواح بفيضٍ من السكينة والصفاء .
فرقة سلاطين الحضرة بنابل ، بما تحمله من أصوات ندية وكفاءات عالية المستوى ، برهنت أنّ الفن الصوفي ليس مجرد غناء ، بل هو مدرسة وجدانية وفكرية تعكس عمق الهوية الثقافية التونسية ، وتنهل من معين الزوايا والطرق الصوفية التي شكّلت جزءًا من الذاكرة الشعبية لولاية نابل ومختلف معتمدياتها .
وإذ نوجّه تحية شكر خالصة للجنة التنظيم بالمكتب الجهوي للمنظمة التونسية للتربية والأسرة على هذه المبادرة الكريمة ، فإن الأجمل أن تكون لهذه الليالي رسالة نبيلة ، حيث ستُخصّص مداخيلها لدعم العودة المدرسية ومساندة التلاميذ وعائلاتهم ، في لمسة إنسانية تعكس روح التضامن والتآزر التي تميز مجتمعنا.
✦
فلنجعل جميعًا من مثل هذه التظاهرات منابر للخير ، وفضاءات تجمع بين الجمال الفني والعمق الروحي ، بين لحنٍ يرقص به القلب ويدٍ تمتد بالعطاء.
✦
هنيئًا لنابل بهذا النفس الثقافي الخيّر ، وهنيئًا لكل من ساهم في زرع البهجة في الأرواح ، فلتظلّ ليالي نابل للخير شمعة مضيئة تضيء دروب الفن والإحسان معًا .
✦✦
وفي الختام ، يا أبناء نابل ، لنجعل من نابل قِبلةً للفن الراقي ومرفأً للخير العميم ، ولنساهم جميعًا بكلمة ، أو مشاركة ، أو حضور ، في نشر رسالة الثقافة والإحسان ، حتى يبقى أثرنا حيًّا يضيء صفحات الفايسبوك وينير قلوب الناس على إمتداد الوطن .
تعليقات
إرسال تعليق