القائمة الرئيسية

الصفحات

إيهاب محمود: برلمان قوي يبدأ بالمشاركة الواعية



كتب : حسام النوام 


في زمن يزداد فيه المشهد السياسي المصري تعقيدًا وتحديات، يظل المواطن يبحث عن نماذج قيادية مختلفة؛ شخصيات ليست منغلقة داخل الأطر التقليدية، ولا تعتمد على الشعارات الرنانة، بل تملك رؤية واقعية تنطلق من حياة الناس واحتياجاتهم اليومية. ومن بين هذه النماذج التي لفتت الانتباه مؤخرًا، يبرز اسم المهندس إيهاب محمود، الأمين العام المساعد لحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، كشخصية سياسية واقتصادية استطاعت أن تجمع بين المهنية الصارمة، والفكر التنموي، والقدرة على مخاطبة المواطن بلغة بسيطة ومباشرة.


البدايات… تكوين شخصية عملية


لم يأتِ حضور المهندس إيهاب محمود في الحياة العامة من فراغ، بل كان نتاج سنوات طويلة من العمل والاحتكاك المباشر بالواقع العملي. فمنذ بداياته الأولى في مجال الهندسة، ظهر واضحًا أن شخصيته تميل إلى النظام والانضباط والدقة، وهي صفات انعكست فيما بعد على ممارسته السياسية. الهندسة بطبيعتها علم قائم على التخطيط، والبحث عن الحلول، وتحويل الأفكار إلى واقع ملموس، وهذه الروح حملها معه إلى عالم السياسة، حيث يرى أن البرامج الانتخابية والسياسات العامة يجب أن تُدار بنفس المنهجية العملية: أفكار واضحة، خطط محددة، وجداول زمنية قابلة للتنفيذ.


من الهندسة إلى السياسة


قد يتساءل البعض: كيف يتحول مهندس ناجح إلى شخصية سياسية فاعلة؟ والإجابة تكمن في إدراكه المبكر أن التنمية لا تقتصر على البناء المادي للمشروعات، بل تحتاج أيضًا إلى بناء مؤسسات سياسية قوية قادرة على التشريع والرقابة. هذه القناعة دفعته إلى الانخراط في العمل الحزبي، حيث وجد في حزب الجيل الديمقراطي منصة تعبر عن رؤيته، وتتيح له الجمع بين خبرته المهنية والفكر التنموي الذي يؤمن به.


ومع مرور الوقت، أثبت أنه ليس مجرد عضو حزبي عادي، بل شخصية قادرة على صياغة الأفكار وتحويلها إلى خطط واقعية، مما أهّله لتولي موقع الأمين العام المساعد للحزب، وهو موقع يفرض مسؤوليات جسيمة تتعلق بالتخطيط والتنسيق وإدارة الملفات الكبرى داخل الحزب.


رؤية اقتصادية واضحة


أحد أبرز ما يميز شخصية المهندس إيهاب محمود هو خلفيته الاقتصادية التي صقلت تجربته. فهو يدرك أن أي نقاش سياسي في مصر لا يمكن أن ينفصل عن التحديات الاقتصادية التي تمس حياة الناس اليومية: من غلاء الأسعار، إلى فرص العمل، مرورًا بملفات الصحة والتعليم. ولذلك تجده دائمًا يربط بين العمل البرلماني ومفهوم التنمية الشاملة، معتبرًا أن التشريع بلا رؤية اقتصادية يظل ناقصًا.


في حديثه الدائم مع الشباب والمهتمين بالشأن العام، يؤكد أن البرلمان ليس مجرد ساحة لإلقاء الخطب أو تسجيل المواقف، بل هو أداة لإنتاج قوانين تخدم المواطن بشكل مباشر. يقول دائمًا: "المواطن لا يهمه كم جلسة انعقدت، بل يهمه كيف سينعكس عمل البرلمان على حياته اليومية." وهذه النظرة العملية هي ما جعلته قريبًا من وجدان الناس.


القرب من الناس… سر الحضور السياسي


رغم موقعه الحزبي ومكانته السياسية، يحرص المهندس إيهاب محمود على أن يكون قريبًا من الشارع. فهو يؤمن أن القيادة لا تُقاس بالمنصب، بل بمدى القدرة على التواصل مع المواطنين وفهم مشاكلهم. لذلك يعتمد أسلوبًا بسيطًا في حديثه، بعيدًا عن التعقيدات النظرية، وهو ما يجعل خطابه مقنعًا للناس على اختلاف مستوياتهم.


يقول أحد المقربين منه: "إيهاب لا يتحدث من برج عاجي، بل يجلس مع الناس ويستمع إليهم. قد تبدأ الجلسة بالحديث عن السياسة، وتنتهي بمناقشة مشكلة مواطن يبحث عن فرصة عمل أو خدمة صحية." هذه الروح الإنسانية جعلته يكسب احترام من يتعامل معه، سواء داخل الحزب أو خارجه.


المشاركة السياسية… رسالة مستمرة


مع اقتراب انتخابات مجلس النواب 2025، يركز المهندس إيهاب محمود على قضية يراها جوهرية: المشاركة الشعبية. فهو يرفض ثقافة السلبية التي يتبناها البعض بعبارات مثل: "النتيجة محسومة" أو "صوتي لن يغير شيئًا". ويؤكد أن كل صوت له قيمة، ليس فقط في تحديد الفائزين، بل في تحديد قوة العملية الانتخابية نفسها.


في أحد لقاءاته الأخيرة، قال:

"أنا مؤمن أن الديمقراطية لا تُبنى بالانسحاب، بل بالحضور. والمشاركة ليست رفاهية، بل واجب وطني. الامتناع عن التصويت يعني ترك الساحة فارغة، والفراغ لا يخدم إلا الوجوه غير الجادة."


برامج حزبية مسؤولة


إلى جانب دعوته للمشاركة، يضع المهندس إيهاب محمود يده على نقطة غاية في الأهمية، وهي ضرورة أن تقدم الأحزاب السياسية برامج واضحة وصريحة. من وجهة نظره، انتهى زمن الشعارات العامة، وأصبح المواطن يبحث عن تفاصيل دقيقة: ما هي خطة الحزب لمواجهة التضخم؟ كيف سيدعم الشباب والمرأة؟ متى سيلمس المواطن تحسنًا في الخدمات؟


ويرى أن أي حزب أو مرشح لا يملك إجابات واضحة عن هذه الأسئلة لن يحظى بثقة الناس. لذلك يدعو دائمًا إلى أن يكون البرنامج الانتخابي وثيقة عملية، قابلة للتنفيذ والقياس، لا مجرد وعود انتخابية سرعان ما تُنسى بعد انتهاء التصويت.


شخصية قيادية بمواصفات جديدة


ما يميز المهندس إيهاب محمود أنه يجسد صورة القيادي بمواصفات جديدة تتناسب مع العصر. فهو ليس منغلقًا على نفسه، ولا يعتمد على الوجاهة الاجتماعية، بل يضع الكفاءة والخبرة والعمل الميداني في المقدمة. شخصيته تمثل جسرًا بين الجيل القديم الذي يحمل خبرة طويلة، والجيل الجديد من الشباب الذي يطمح إلى التغيير.


وبهذا المعنى، يمكن القول إن إيهاب محمود يمثل نموذج "النائب النموذجي" الذي يحتاجه البرلمان المصري في المرحلة المقبلة: نائب يفهم الاقتصاد، يتحدث بلغة الناس، ويملك رؤية عملية للتشريع والرقابة.


نحو مستقبل سياسي أفضل


إن شخصية مثل المهندس إيهاب محمود تعكس ما تحتاجه مصر اليوم: سياسي يؤمن أن البرلمان مؤسسة عمل، لا منصة شعارات، وأن التنمية لا تتحقق إلا بالتعاون بين الشعب وممثليه. ومن هنا تأتي دعوته الدائمة للمشاركة، والاختيار الواعي، ومحاسبة كل من يتقدم إلى الناس ببرامج انتخابية.


وفي النهاية، يمكن القول إن تجربة المهندس إيهاب محمود تجسد معادلة نادرة: رجل هندسة يحمل عقلية اقتصادية، وقلبًا قريبًا من الناس، ورؤية سياسية قائمة على العمل لا على الخطابة. هذه المعادلة هي ما تجعل اسمه حاضرًا بقوة في المشهد الانتخابي، ليس فقط كمرشح محتمل، بل كنموذج لسياسي يؤمن أن خدمة الوطن هي المهمة الأولى والأخيرة.

تعليقات