في حفلِهم ضاعَ الصفاءُ وأُطفِئتْ
وتكسَّرتْ كلُّ المرايا في المدارْ
لبسوا الوجوهَ كأنها أقنعةٌ
وتوارَتِ الأرواحُ في ليلِ انحدارْ
باعوا الحقيقةَ واستباحوا عهدَها
وتناثرَ الإخلاصُ في دربِ الفِرارْ
ما عادَ يُبصرُ بينهمْ مَنْ صادقٌ
إلّا غريقًا في خداعٍ وازورارْ
يتزاحمونَ على المظاهرِ خِدعَةً
والصدقُ صارَ غريبَ دارٍ في الديارْ
شوَّهوا معنى الأمانةِ بينهمْ
فغدا القريبُ غريبَ قلبٍ لا يُغارْ
وجهي كتابٌ صادقٌ لا ينحني
يبقى نقيّا، لا يغيّرهُ المسارْ
أنا لا ألوّنُ خطوتي في سيرِها
فاللونُ يكشفُ زيفَ من باعوا النهارْ
أمشي بثقلِ النورِ أحملُ رايةً
فيها اليقينُ، وفي جبينيَ الانتصارْ
قد يسخرونَ من الوفاءِ وحِصنِه
لكنَّهُ يبقى سلاحًا لا يُجارْ
فالحقُّ يسمو في العيونِ وإن غفا
ويظلُّ أقوى من جموعِ الاعتذارْ
والزيفُ مهما لاحَ يلمعُ لحظةً
سيذوبُ بعدَ بريقِه طينًا وغارْ
كم من وجوهٍ زيَّنَتها فتنةٌ
لكنْ تُخبِّئُ جرحَها خلفَ الغبارْ
أنا لم أُغيّرْ موقفي أو عهدَنا
لكنّهمْ باعوا مبادئَهم جهارْ
إنْ فارقوني، فالطريقُ رفيقُنا
يمضي معي صدقًا، ويُبعدُ كلَّ غار
قد يَلبسونَ الصدقَ زيّا عابرًا
لكنَّ معدنَهم يَفضحُهُ انكسارْ
يرتدُّ زيفُ القولِ خنجرَ غادرٍ
يَبقى يطاردُ صاحبَهُ حيثُ استدارْ
من خانَ عهدًا ضاعَ في أوهامِهِ
يمشي أسيرًا في قيودِ الانحدارْ
أمّا أنا، فالصدقُ دربي واضحٌ
لا يُستباحُ، ولا يُغيّرهُ الغُبارْ
يبقى ضميري شاهدي في خطوتي
لا ينحني، لا يَرتضي طَعنَ الفِرارْ
أنا لستُ أرضى أن أكونَ مُقنّعًا
أُخفي الحقيقةَ أو أبيعُ بها شعارْ
فالحرفُ إنْ يخرجْ نقيّا صادقًا
يُحيي القلوبَ، ويُوقظُ الروحَ المَثارْ
يوماً ستَعلمُ أنَّ كلَّ قناعِكمْ
سَيذوبُ تحتَ حرارةِ الفَجرِ البتار
قلم الأستاذة خديجة آلاء شريف
الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق