الأديبة والروائية د.حكيمة جعدوني
نينارايسكيلا
من روايتي"إبليس الرسول، نبي الظلام"
من رحم العدم خُلِقَ،
تَكوّنَ من كل شيءٍ مضادّ للأصل،
لن يأتي بعده أو قبله أحد بمثل ما جاء به،
يحكُمُه الأوحد بقبضته الخالدة الإمتداد، ويقوده بعلمه الفريد،
يُرسله منه ويعود إليه،
فهو أصل كل شيء ومرجع تأصّله،
الثابت نهائيًا
والذي يتحكم في كل التغيرات كما يُسيّرها عن قرب وعن بعد،
ثم استوى على عرش مستقر،
إنها البِدايَـة العظيمة، فاتحة الزمكان، روح بلا جسد إلى الأبد،
وأصعب فأعقد صياغة على الإطلاق ظهرت بعد اللاشيء، ذو أضعف قُوَّة مطلقة، محاط بأجمع العكوسات؛ التي تتجدّد تحت مِلكيته على مرّ القرون والأزمنة .
إن أحداث هذا التمهيد المقدّس
صُنِّعَت بيدِ وجود سبقها للتجلّي،
الإله النور الكلي، خالق البِدايَـة العظيمة،
وقائدها إلى اللانهاية،
هو ملك الحياة والموت والسموات والأرض وما بينهما.
في كتابه الأزلي الذي عجزت كل الكتب عن الإحاطة بأسراره،
قال بأنه القادر على كل شيء والعالم بكل شيء،
وبأقداره فقط ينتظم فيستمر كل شيء، رحمته الواسعة توّجَت بجلاله الكريم العتيق المزيّن بنبع المزايا والفضائل، فاستنارت بالهدوء المستكين،
وسبقت غضبه المتّقِد،
المتّسم بالتأجّج الصاخب
وثورانه المشتعل باستعجال محتدم،
مدوّي ما بين السموات والأرض،
المترتّب عن إنفعال مبين.
تعليقات
إرسال تعليق