القائمة الرئيسية

الصفحات

أكرم عادل يتصدّر التريند بأغنيته الجديدة "يلا نغني ونرقص"… جرعة فرح تهزّ السوشيال ميديا

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر

في عالم الفن السريع الإيقاع، حيث تتغيّر الصيحات كل يوم وتتصارع الأعمال على لفت الأنظار، يطلّ النجم المصري أكرم عادل ليحجز لنفسه مكانًا في صدارة التريند مع أحدث أعماله الغنائية التي تحمل اسم "يلا نغني ونرقص". الأغنية التي لم تمرّ ساعات قليلة على طرحها حتى اشتعلت بها مواقع التواصل الاجتماعي، تحوّلت إلى أيقونة فرح جديدة تعكس حالة التجدّد التي يعيشها الفنان وتؤكد شعبيته المتصاعدة بين الجمهور العربي، خصوصًا الفئة الشبابية الباحثة عن طاقة إيجابية تخرجها من ضغوط الحياة اليومية.

أكرم عادل، الذي عرفه الجمهور بصوته المميز وأدائه المرح، قدّم هذه المرة أغنية كاملة تدعو إلى الفرح والتحرر من كل ما يثقل القلب. كلمات الأغنية حملت دعوة صريحة لنسيان الهموم والاستمتاع بالحياة، تبدأ بتحية مسائية مليانة دفء ومحبة: "مساء النور والجمال على الناس الجمال اللي غاليين عليا، الناس اللي بحبهم وكمان هم يحبوني، عندي بالدنيا ديا يا مساء الهناء والسعادة والسكر الزيادة على الناس الحلوة ديه"، جُمل بسيطة وعفوية لكنها تدخل القلب بلا استئذان، وكأن الفنان يفتح نافذة أمل في وجه كل مستمع.

حالة البهجة تصاعدت مع الكوبليه التالي الذي جسّد روح الأغنية: "الليلة متجمعين للصبح سهرانين، عايزين نفرح شوية، يلا نغني ونرقص ونفرفش ونعيش يومين، طز في أي حاجة تزعلنا ما إحناش ناقصين"، وهنا يكمن سرّ النجاح، لأن الأغنية لم تقدّم مجرد لحن راقص أو كلمات سطحية، بل حملت رسالة تحرّر نفسي لكل من يواجه ضغوطات يومية ويبحث عن لحظة يترك فيها كل شيء خلفه ويستسلم للابتسامة.

الأغنية لم تكتفِ بدعوة الفرح بل أطلقت موجة تحدٍ لكل الطاقة السلبية حولنا: "رايقين رايقين ومصهلين مع بعض ومبسوطين، يلا نولع ولّع الدنيا، السقفة فين؟، فرحانين وبنضحك ونهزر مين زينا مين؟"، كلمات تصنع صورة سينمائية لليلة مليئة بالحيوية والضحك بين الأصدقاء، مع رسالة جريئة حملتها الأغنية بشكل مرح: "ويا رب اللي بيكرهنا يطق يموت ما تقولوا آمين"، وهنا عبّر أكرم عادل عن حالة التفريغ النفسي والتمرد على الكآبة والمزعجين بأسلوب خفيف الظل.
الأغنية تابعت بناء مزاجها الاحتفالي بدعوة لإبعاد كل ما يعكر الصفو من حولنا: "أما العالم النكدية يبعدوا بقى عنا شوية، مش طالبة خالص دراما ونصيحة مني هدية، قولوا للناس المؤذية باي باي مع السلامة"، لتغلق الباب على كل الطاقات السلبية وتترك المستمع في مساحة مليانة حب ومرح. ومن أجمل ما جاء فيها دعوة واضحة للعناية بالنفس والبحث عن السعادة الداخلية: "أصل الحالة النفسية محتاجة دلع شوية وكمان جرعة سعادة، عايزين طاقة إيجابية ونعلي مزاجنا شوية والفرح ده يبقى عادة"، وهي رسالة وجدانية تلامس حاجة الناس للراحة وسط صخب الحياة.

نجاح الأغنية لم يكن مصادفة، فقد تزامن إطلاقها مع موسم الصيف حيث يزداد البحث عن أغنيات راقصة تناسب الأجواء الاحتفالية، إضافةً إلى أنّ أسلوب أكرم عادل المعروف بالحيوية والمرح جعل الأغنية تنتشر بسرعة كبيرة على تيك توك وإنستغرام، حيث بدأ الجمهور يتداول مقاطع فيديو راقصة على أنغامها، ما ساهم في تصدّرها التريند خلال ساعات قليلة.

موسيقيًا، الأغنية تمزج بين الإيقاع الشعبي الحديث واللمسة الراقصة العالمية، وهو ما جعلها جاذبة للأذن من الاستماع الأول. توزيع الأغنية اعتمد على المزج بين آلات الإيقاع الشرقية والمؤثرات الإلكترونية المعاصرة، ما جعلها صالحة لكل المناسبات من جلسات الأصدقاء وحتى الحفلات المفتوحة، وهذا سرّ من أسرار نجاحها الجماهيري.
عيد النجاح الحقيقي للفنان ليس فقط بالأرقام أو المشاهدات، بل في الأثر النفسي الذي يتركه العمل على الجمهور. وأكرم عادل استطاع في أغنية "يلا نغني ونرقص" أن يقدّم دواءً موسيقيًا لكل قلب متعب، وخلق مساحة مرح مشتركة تجمع الأصدقاء والعائلة، وفتح نافذة ضوء صغيرة في عالمٍ مزدحم بالضغوط والهموم.

اليوم، مع تصدّر الأغنية التريند وتداولها على نطاق واسع، يمكن القول إن أكرم عادل نجح في تثبيت اسمه كواحد من الفنانين القادرين على صناعة الفرحة وإشعال السوشيال ميديا في وقت قياسي. أغنيته الجديدة ليست مجرد تجربة عابرة، بل خطوة تفتح له أبواب مرحلة جديدة في مسيرته الفنية، مرحلة يكون فيها صانعًا للفرح وصوتًا للحياة الخفيفة الجميلة.

تعليقات