بقلم/ محمد عبدالعزيز سعفان
في لقاء تلفزيوني حديث، تلقّى نتنياهو من مذيع قناة i24 العبرية تذكارًا عليه خريطة “إسرائيل الكبرى”، فسُئل عن إحساسه تجاهها. الرجل لم يلجأ لأي دبلوماسية أو لغة تلطيف، بل قالها صريحة: أنا في مهمة تاريخية مقدسة لتحقيق نبوءة مملكة إسرائيل الموعودة.
تلك المملكة، في عقيدتهم، تمتد من النيل إلى الفرات، لتشمل أراضي من مصر، الأردن، لبنان، سوريا، السعودية (حتى مكة والمدينة)، والعراق. هذه الخريطة يدرّسونها لأبنائهم في المدارس، ويزرعونها في عقولهم عبر الإعلام والمعابد، ويرفعونها في المحافل الدولية.
الصدمة ليست في تصريح نتنياهو، بل في رد فعلنا: بينما يعلن عدوك أن صراعه معك حرب دينية عقائدية، يظهر وسطنا من يصرخ “لا تخرجوا الصراع عن مساره السياسي!”. أي مسار سياسي هذا؟ عدوك يقول إنه جاء ليهدم مقدساتك ويقيم على أنقاضها رمزه الديني!
الأخطر أن الهجوم على رموزنا ومؤسساتنا الدينية والسياسية يتم من الداخل، بأيدٍ ناعمة، لكنها في حقيقتها تخدم مشروعًا خارجيًا معلنًا.
العدو صرّح، والخرائط رُفعت، والنبوءة في عقولهم.. فهل نملك الشجاعة أن نسمّي الأشياء بأسمائها؟
تعليقات
إرسال تعليق