القائمة الرئيسية

الصفحات

في قلبي موطنك

في القلبِ عرشٌ لا يليق بغيرِه
هو موطنٌ لا يستبيحُ سواه
يسري بدعوةِ روحِنا المتوهّجة
ويظلُّ يحرسُه الحنينُ دعاه
قد نلتقي... أو لا نعودُ لمرّةٍ
لكنْ يظلُّ الشوقُ فيهِ صداه
ما البُعدُ إلا جسرُ وصلٍ دائمٍ
تجري عليهِ الروحُ حيثُ هواه
في الذكرياتِ لهُ محلٌّ نادر
لا يُنسَ، بلْ يسري بهِ مجراه
إن غابَ وجهُكَ، فالعيونُ تراكَ
والروحُ تسكنُ فيكَ ما أبقاه
يا من سكنتَ القلبَ دونَ مزاحمٍ
لكَ الوفاءُ، ولكَ المدى، وجاه
أنتَ البعيد، وفي الحنينِ قُربُنا
وفي دعاءِ الروحِ ما يرضاه
ويظلُّ طيفُكَ في المدى متربّعًا
كالنورِ يسكنُ في الدجى وسناه
كم مرّةٍ ناديتُهُ في خافقي
فأجابني بالشوقِ حينُ دعاه
لا شيءَ يُطفئُ نارَ ودٍّ صادقٍ
إنْ طالَ بعدُكَ، فالهوى يُحيّاه
أنتَ الذي إن غبتَ، ظلَّ حضورُهُ
في كلِّ نبضٍ، في المدى، مرآه
ما زلتَ تسكنُ في الحروفِ قصيدتي
وتضيءُ فيها كلَّ ما ألقاه
يا من زرعتَ الحبَّ في أعماقِنا
فنما كوردٍ في الربى، شذاه
أهفو إليكَ، وفي الدعاءِ أرتجي
أن لا يطولَ البُعدُ أو جفاه
إنّي أراكَ بعينِ روحي دائمًا
لا يغربُ الوجهُ الذي أهواه
في كلِّ لحظةِ صمتِنا، لكَ نغمةٌ
تُحيي الحنينَ، وتستثيرُ صداه
أنتَ العزيزُ، وإنْ تباعدَ موطنٌ
فالقلبُ يعرفُ كيفَ يُرضي الله؟
ما زلتَ فينا، لا تغيّركَ المسافاتُ
ولا يغيّبُك الزمانُ، سناه
لكَ في الدعاءِ مقامُ صدقٍ دائمٍ
ترتيلُهُ في كلِّ حينٍ تاه
يا من سكنتَ القلبَ دونَ منافسٍ
لكَ الوفاءُ، ولكَ المدى، وجاه
تبقى القريبَ، وإنْ تغيّرتْ خارطةٌ
فالروحُ تعرفُ دربَ من تهواه
ما زلتَ فينا، لا يغيّبُكَ الفِراقُ
بلْ زادَنا شوقًا لما نلقاه
في كلِّ نبضةِ حبِّنا، لكَ موطنٌ
لا يُستباحُ، ولا يُطالُ مداه

 بقلم الأستاذة خديجة آلاء شريف

تعليقات