حزب الله والرهان القطري... محاولة للهروب من عنق الزجاجة
بقلم: هاله المغاورى فيينا
بين تصاعد الضغوط الأميركية وتضييق الخناق المالي والسياسي على "حزب الله"، لجأ الحزب إلى فتح قناة تواصل غير مباشرة عبر وساطة قطرية، في محاولة لشراء الوقت وانتزاع تنازلات تحفظ تماسكه في الداخل اللبناني وتؤجل انفجارًا اقتصاديًا وشيكًا.
قطر كحلقة وسطى بين حزب الله وواشنطن؟
تشير مصادر مطلعة إلى أن حزب الله يسعى إلى استغلال علاقات قطر الواسعة مع كل من الولايات المتحدة وإيران لتمرير مبادرة "غير رسمية" قد تمهد لتخفيف بعض القيود الاقتصادية أو إعادة النظر في العقوبات، مقابل تهدئة ميدانية أو ضبط خطوط الاشتباك في جنوب لبنان.
ورغم أن قطر لم تعلن عن دور رسمي، فإن تجربتها السابقة في الوساطة بالملفات المعقدة – من أفغانستان إلى غزة – تجعل منها خيارًا مقبولًا لدى جميع الأطراف، وإن كان بحدود.
يقرأ مراقبون هذه الخطوة كنوع من المناورة التكتيكية من جانب الحزب، الغرض منها امتصاص الضغوط، وتوجيه رسالة إلى الداخل والخارج بأن الحزب منفتح على الحوار، دون أن يقدّم أي تنازل فعلي في ملف السلاح أو هيكل التمويل.
في المقابل، تعتبر واشنطن أن أي تليين للموقف يجب أن يُقابل بإجراءات عملية من الحزب، لا سيما على مستوى سحب التورط في النزاعات الإقليمية والتخفيف من الهيمنة على القرار السياسي اللبناني.
يبقى السؤال الأهم: هل تنجح الوساطة القطرية في تغيير المعادلة أم أنها مجرد محاولة لربح الوقت في مشهد إقليمي يتحرك على وقع التسويات؟ ما يبدو واضحًا أن حزب الله بات يشعر بثقل اللحظة، ويبحث عن مخرج بأقل خسائر ممكنة.
تعليقات
إرسال تعليق