الجزائرُ...
حين تنطقُ الأرضُ بلغةِ القلب،
تُصبحُ الحروفُ جنودًا،
والعباراتُ راياتٍ ترفرفُ في سماءِ الوجدان.
أكتبُ الآن...
وقلبي ينفطرُ كأنّه وطنٌ صغيرٌ
ينزفُ في صدري،
تخونني الحروفُ،
وترتجفُ الكلماتُ بين يديّ،
فكيف أصفُ حبّا
يغارُ، يخافُ،
ويقسمُ أن لا ينهزم؟
الجزائرُ...
وما أدراكَ ما الجزائر؟
اسمٌ إذا نُطق،
اهتزّت الخوالج،
ارتجفتِ الجوارح،
و اقشعرّ البدنُ
كأنّه يسمعُ نشيدَ الدمِ الأول.
غُصْ في تفاصيلِها...
ستجدُ مليونًا ونصفَ مليونِ شهيدٍ
يضيئون الطريقَ بأرواحِهم،
ويقولون لنا:
لا تنسوا...
أنتم أبناءُ المجد،
وحملةُ الأمانة،
وورثةُ التضحياتِ الجسام.
الجزائرُ بلدٌ عظيم،
احترمه العدوُّ قبلَ الصديق،
يكفيك فخرًا أن تقول:
أنا جزائريّ...
فتنحني لكَ القلوبُ،
وتُفتحُ لكَ الأبوابُ،
ويُقالُ لكَ:
أهلاً بابنِ الأرضِ التي لا تُقهر.
لكنّها الآن...
تئنُّ من بعضِ النفوسِ المريضة،
من أيدٍ تحاولُ غرسَ الفتنة،
وتقسيمَ الوطن،
وتشتيتَ الشمل،
كأنّها لا تعرفُ
أنّ الجزائرَ لا تُركع.
لا للاستسلام،
لا للفتنة،
نعم للوحدةِ الوطنية،
نعم ليدٍ في يد،
وصوتٍ في صوت،
ودمٍ في دم.
دينُنا واحد،
دمُنا واحد،
عرقُنا عربيٌّ أمازيغيّ،
وحبُّنا للجزائرِ لا يُناقش.
سنحملُ الأمانة،
نصونُ الوديعة،
نُشعلُ المشعل،
ونكتبُ على جبينِ الزمن:
هنا الجزائر...
هنا الكبرياء،
هنا المجد،
وهنا الخلودُ لشهدائنا الأبرار.
رايتُنا ستظلُّ عالية،
وصوتُنا سيظلُّ حرّا،
وقسمُنا سيظلُّ حيّا:
نحنُ على العهدِ باقون...
إلى آخرِ نفسٍ فينا.
شعر حر بقلم الأستاذة خديجة آلاء شريف
الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق