كتبت/ إيناس فتحى
غانشا يعدّ من أبرز الرموز الدينية في الديانة الهندوسية وأكثرها
شعبية بين الناس.
يُصوَّر برأس فيل وجسم إنسان ويُعرف في الثقافة الهندية بلقب "مزيل العقبات" و"إله الحكمة والمعرفة".
يُعتقد أنه يجلب الحظ السعيد ويفتح أبواب النجاح لذلك يبدأ الهندوس أي عمل أو احتفال أو مشروع بذكره أولًا.
يرتبط ظهوره بأسطورة قديمة تروي أن الإلهة بارفاتي خلقته لتحرس بابهاوعندما عاد زوجها شيفا لم يتعرف عليه فغضب وقتله. وحين اكتشف الحقيقة شعر بالندم وأعاد إحياءه لكنه لم يجد سوى رأس فيل ليضعه مكان رأسه.
منذ ذلك الحين أصبح غانشا برأس فيل وجسم إنسان رمزًا للتجدد والانتصار على الصعوبات.
تحمل صورة غانشا معاني رمزية عميقةفالرأس الكبير يمثل الحكمة، والأذنان الواسعتان ترمز إلى القدرة على الإصغاء والبطن الممتلئ يعكس التسامح واحتواء الصعاب.
بينما يظهر الفأر بجواره ليؤكد أن الحكمة والقوة تشمل حتى أصغر المخلوقات.
يحتل غانشا مكانة خاصة في الطقوس الدينية والمناسبات الاجتماعية، ويُقام له مهرجان سنوي ضخم يعرف باسم "غانش تشاتورثي" حيث تُصنع التماثيل الملوّنة ويُحتفى به بالأناشيد والزهور والقرابين قبل أن تُغمر التماثيل في الأنهار في مشهد احتفالي مهيب.
غانشا ليس مجرد تمثال يُعبد بل رمز حيّ للحكمة والبدايات الجديدة وإزالة العقبات. حضوره في الوعي الجمعي للهندوس يجعل منه أحد أكثر الآلهة قربًا للقلوب ووسيلة للتأمل والتواصل مع القوة العليا التي يؤمنون بها.
تعليقات
إرسال تعليق