القائمة الرئيسية

الصفحات

أحمد فؤاد زغبير.. المحامي الشاب الذي خطف الأضواء بلقب "قناص البراءة"



متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


حين تجلس أمامه، تدرك فورًا أنك أمام شخصية ليست عادية، شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره، ومع ذلك يملك من الهيبة والحضور ما يفوق سنوات طويلة من الخبرة. أحمد فؤاد زغبير، المحامي الذي اشتهر إعلاميًا بلقب "قناص البراءة"، ليس مجرد اسم يضاف إلى قائمة المحامين الشباب، بل هو نموذج خاص يُثير الإعجاب ويبعث على الدهشة في آن واحد، شاب يملك كاريزما آسرة وجدية واضحة جعلت حضوره لافتًا في كل مكان يتواجد فيه.


المتابع لمسيرة أحمد زغبير يدرك سريعًا أن النجاح لم يكن وليد صدفة، بل هو ثمرة اجتهاد متواصل ودراسة دقيقة وتسلح بالمعرفة القانونية العميقة التي جعلته يقف داخل ساحات المحاكم وكأنه وُلد ليمارس هذه المهنة. ملامحه الحادة ووقفته الواثقة وحركات يديه حين يتحدث كلها تفاصيل تكشف عن شخصية استثنائية تعرف كيف تقتنص الفرصة في لحظتها، وكيف تحوّل الكلمات إلى سلاح والحجة إلى درع، وهو ما يفسر سر اللقب الذي أطلقه عليه كثيرون: "قناص البراءة".


ما يثير الإعجاب أكثر في شخصية هذا المحامي الشاب ليس فقط براعته القانونية، بل امتلاكه حضورًا مختلفًا يجمع بين الجدية والهدوء في آن واحد، فهو لا يرفع صوته إلا عند الضرورة، ولا يبالغ في الحركات ولا يستعرض، لكنه يعرف كيف يفرض احترامه وهيبته بمجرد دخوله القاعة، يعرف كيف يوجّه كلماته بميزان دقيق، فيصيب الهدف من أول مرة، كأنما يتقن فن الرماية بالكلمات لا بالرصاص. وهذه الدقة في الأداء جعلت منه شخصية تحظى بإجماع كبير سواء بين زملائه أو بين من تابعوا قضاياه ونجاحاته.


في ظهوره المميز، يجلس أحمد زغبير ببدلته الرمادية الأنيقة على مقعد جلدي وثير، واضعًا ساقًا فوق الأخرى، مستندًا بيده إلى ذقنه في وقفة تفكير تنطق بالكثير من المعاني. خلفه مكتبة عامرة بالكتب القانونية والفكرية، وكأنها خلفية رمزية تعكس حقيقة شخصيته التي تنسج يوميًا خيوطها من القراءة المستمرة والثقافة العميقة والاطلاع المتنوع. المشهد بمجمله لا يبدو مجرد صورة عابرة، بل أشبه بمرآة تكشف عن عقل محامٍ يؤمن أن الثقافة هي أساس القوة، وأن الدفاع عن الحق لا يقوم فقط على حفظ النصوص بل على استيعابها والتعامل معها بذكاء ومرونة.


ولأن الكاريزما الحقيقية لا تُشترى ولا تُصطنع، فإن ما يميز أحمد زغبير أن حضوره نابع من داخله، من صدقه مع نفسه ومع الآخرين، من إحساسه العميق بالمسؤولية تجاه مهنته، من إيمانه بأن المحاماة ليست مجرد وسيلة للرزق، بل رسالة للدفاع عن العدالة والحق. ولعل هذا ما يفسر سبب انجذاب الكثيرين لشخصيته، فهو لا يكتفي بأن يكون محاميًا ناجحًا، بل يسعى ليكون رمزًا لجيل جديد من المحامين الذين يضعون العدالة فوق كل اعتبار.


أحمد زغبير اليوم يُعتبر نموذجًا للشباب الطموح الذي استطاع أن يثبت نفسه في زمن قصير، وفي مهنة صعبة تتطلب سنوات طويلة من الخبرة لتثبيت الأقدام. ومع ذلك، استطاع أن يحجز مكانه مبكرًا بين الأسماء البارزة، ليس فقط لأنه محامٍ ذكي يعرف كيف يقتنص الثغرات، ولكن لأنه أيضًا شخصية قيادية تملك القدرة على التأثير وإقناع من حولها. وكأن الزمن استعجل خطواته ليضعه في مكانة لم يصل إليها كثيرون في مثل سنه.


إن لقب "قناص البراءة" لم يكن مجرد لقب إعلامي عابر، بل صار عنوانًا لمسيرة شاب يُتوقع له مستقبل كبير، شاب سيكتب اسمه في صفحات مهنة القانون بحروف من قوة وثبات. فهو يجمع بين العلم والكاريزما، بين الجدية والإنسانية، بين براعة الدفاع وهدوء القائد، وكلها صفات قلّما اجتمعت في شخصية واحدة بهذا العمر. وربما هذا ما يجعل ظهوره لافتًا ومختلفًا، لأنك حين تراه، تدرك أنك أمام بداية قصة طويلة، قصة شاب مميز سيظل اسمه يتردد طويلاً كلما ذُكرت العدالة وكلما ذُكرت كلمة براءة.

تعليقات