القائمة الرئيسية

الصفحات

صوت اليراع  

تعددت الأيدي، واليراعُ بها يُسطِرُ  
لكنّ صوتَ الحرفِ يختلفُ الأمرُ  
منها يراعٌ يحرّرُ كلَّ من  
ضاقتْ عليهِ قيودُهُ، فهو النصرُ  
ومن الأدواتِ من يُقرّرُ ما جرى  
ويُلبسُ الأفعالَ ما لا يُستقرُّ  
ومن يُزيّنُ كلَّ زيفٍ باسمِه  
ويُخفي الحقيقةَ، والضميرُ يُنكرُ  
ومن يُمرّرُ ما يُقالَ بخِفّةٍ  
ويُخفي وراءَ اللّفظِ ما لا يُذكَرُ  
وذاك يراعٌ في الميادينِ ارتقى  
يكتبُ بصدقٍ، لا يُساومُ أو يَغُرُّ  
ومن يبيعُ الحرفَ في سوقِ الهوى  
ويُستأجرُ المعنى، ويُطفأُ ما يُسرُّ  
ومن يُقيَّدُ في القيودِ صامتًا  
لا يستقيمُ لهُ البيانُ ولا يَسُرُّ  
ومن يُثيرُ الخوفَ في لحظاتِنا  
ويُربكُ الأرواحَ، والليلُ يُسهرُ  
ومن يُغنّي للسلامِ بنغمةٍ  
ويُهدي القلوبَ لحنَ حبٍّ يُزهرُ  
ومن يُجاهرُ بالوضوحِ، ومن يرى  
أنّ السكوتَ عن الحقيقةِ يُعذَرُ  
ومن يُطهّرُ كلَّ معنى ناصعٍ  
ومن يُلوّثُهُ، ويُخفي ما يُنذِرُ  
ومن يُطوّرُ في العقولِ بصيرةً  
ومن يُضلّلُها، ويُغلقُ المنظرُ  
ومن يُمتعُنا بصدقِ عبارَةٍ  
ومن يُكدّرُنا، ويُطفئُ ما يُنذِرُ  
ومن يُضيءُ دروبَنا بفصاحةٍ  
ومن يُنفثُ السوءَ، والليلُ يُسعِرُ  
أما يراعي، فهو سفيرٌ ناطقٌ  
يُهدي الحروفَ لمن يحبُّ ويُوقِرُ  
يراعي أميرٌ في النصيحةِ صادقٌ  
يكتبُ بصدقٍ، لا يُجاملُ أو يُؤجَرُ  
فاختَرْ يراعكَ مثلما تختارُهُ  
قلبٌ بصيرٌ، لا يُساومُ أو يُغدَرُ  
فالحبرُ واحدُهُ، ولكنْ كلُّنا  
نُهدي الحروفَ، فمن يُضيءُ ومن يَغُرُّ

قلم الأستاذة خديجة آلاء شريف  
الجزائر
يوم :24/08/2025

تعليقات