القائمة الرئيسية

الصفحات

أكذوبة القرن: ترامب يدّعي السلام.. ويهدد من يقول فلسطين ليها حق

 


الإخبارية نيوز : 

بقلم: نبيل أبوالياسبن 

فضيحة ترامب المذلة: يلهث وراء نوبل للسلام.. ثم يهدد العالم إذا اعترفوا بفلسطين!








في مشهد لا يكاد يصدق، تتكشف أمام أعيننا فصول مسرحية عبثية، بطلها رجل يزعم سعيه للسلام، بينما لا يتوانى عن استخدام أقصى درجات الضغط والتهديد لمن يجرؤ على دعم الحق والعدالة. إنها لحظة تاريخية فارقة، تكشف الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية المارقة، التي تحصن كياناً نازياً، وتشاركه جريمة الإبادة والتجويع في غزة. لقد بلغ التناقض ذروته، وها هو ترامب يخلع قناع الساعي للسلام ليظهر بوجهه القبيح، مهدداً دولاً ذات سيادة لمجرد أنها تفكر في الاعتراف بدولة فلسطين.


نوبل السلام أم سيف التهديد؟









من يتابع مسيرة دونالد ترامب السياسية لا يمكنه إلا أن يلاحظ هذا التناقض الصارخ. فبينما يلهث وراء جائزة نوبل للسلام، ويقدم نفسه كصانع اتفاقيات تاريخية، لا يتورع لحظة عن استخدام لغة التهديد والوعيد. تهديده لكندا، إحدى أقرب حلفائه وجاره اللصيق، بمجرد إعلانها عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، ليس مجرد زلة لسان، بل هو كشف فاضح لمسار السياسة الأمريكية. فهل يرى ترامب أن السلام لا يتحقق إلا بالاستسلام لإسرائيل، وأن أي خطوة نحو العدالة هي "مكافأة لحماس" يجب معاقبة أصحابها؟ هذا المنطق لا ينتمي للسلام، بل للبلطجة السياسية الصريحة. 


فضيحة "أوسلو" تتكشف من جديد








ما يؤكده ترامب اليوم ليس بجديد، بل هو استمرار لنمط سلكته الإدارات الأمريكية على مدى عقود. لقد خدعت الولايات المتحدة العالم لأكثر من 30 عاماً تحت ستار "مفاوضات السلام" التي أنتجت اتفاقية أوسلو، والتي لم تكن في جوهرها إلا وسيلة لتثبيت الاحتلال ووأد حلم الدولة الفلسطينية، واليوم، يأتي ترامب ليُسقط ورقة التوت الأخيرة، معلناً صراحة أن أمريكا لا ترى في قيام دولة فلسطينية إلا "مكافأة لحماس"، ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وهذا يؤكد أن واشنطن كانت ولا تزال الشريك الأساسي في إطالة أمد الصراع، وتوفير الغطاء السياسي للاحتلال.


السيف الأمريكي والعربدة الإسرائيلية








إن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ليست مجرد تحالف، بل هي شراكة في الجرائم، وإسرائيل تستخدم "السيف الأمريكي" لجز رقاب الفلسطينيين والعربدة على المنطقة بأسرها، محمية بنظام فيتو دولي ظالم في مجلس الأمن. إن هيمنة إسرائيل على مراكز صنع القرار في أمريكا تعني أن القتل والتوسع والعدوان لن يتوقف، وهذه الحقيقة المرة تؤكد أن أي محاولة لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني تتطلب أكثر من مجرد إدانات خجولة؛ إنها تتطلب كسر هذا السيف الظالم من يد الاحتلال، وتشكيل نظام عالمي جديد يعيد التوازن إلى العدالة الدولية المفقودة.


تحركات دولية رغم أنف واشنطن








رغم الصلف الأمريكي وتهديدات ترامب، فإن هناك حراكاً دولياً متزايداً يدفع باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودعوة وزير الخارجية الألماني من قلب إسرائيل للاعتراف بفلسطين، وإعلانات كندا وفرنسا وبريطانيا، هي صفعة قوية لنتنياهو وحكومته المتطرفة، ولواشنطن التي تظن أنها تتحكم بمصير العالم. هذه التحركات تعكس الغضب الدولي المتزايد من الأزمة الإنسانية في غزة والمجاعة التي تضرب القطاع. إنها دليل على أن الوعي العالمي يتزايد، وأن شعوب العالم بدأت ترفض أن تكون رهينة لسياسات الظلم والاحتلال، مهما كانت قوة الدولة التي تدعمها.


رغم تهديدات ترامب.. زلزال الاعتراف بفلسطين يهزّ حصون أوروبا!  











التهديدات الأمريكية لم تعد تُرهب أحدًا! رغم صراخ ترامب وتهديده "بتعقيد الاتفاقات التجارية"، إلا أن دول أوروبا تُسارع خطاها نحو الاعتراف التاريخي بفلسطين. البرتغال تعلن رسميًّا عزمها الانضمام إلى الزخم الدولي في سبتمبر بعد تشاورات رئاسية وبرلمانية، وألمانيا حليفة إسرائيل التقليدية تُطلق صفعةً مدويةً من قلب الكيان المحتل: وزير خارجيتها يطالب خلال زيارته لتل أبيب أمس الخميس "31 يوليو" بـ"بدء الاعتراف الآن"! حتى القناة 12 الإسرائيلية وصفت التصريح الألماني بـ"الصادم" قبيل لقاء نتنياهو، وهذه ليست تحركات دبلوماسية عابرة، بل ثورة أخلاقية تكشف: حلفاء إسرائيل التاريخيين لم يعودوا يتحملون جرائمها. 


نهاية اللعبة الأمريكية الإسرائيلية؟.








وختامًا إن الاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية، حتى من أقرب حلفاء إسرائيل، هو صدمة عميقة لنتنياهو وحكومته المتطرفة، التي تظن أنها تستطيع الاستمرار في إبادة وتجويع الشعب الفلسطيني تحت غطاء أمريكي، وتصريحات سفير إسرائيل بالأمم المتحدة بأن "لا جدوى من حملة الاعترافات طالما أن الولايات المتحدة معنا"، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا هي من تدير جريمة الإبادة والتجويع في غزة، وأن الضوء الأخضر لمزيد من الجرائم يأتي من أعلى المستويات في واشنطن. لكن هذا الاعتراف المذل هو بداية النهاية. فالعالم اليوم لم يعد يخدع بوعود السلام الكاذبة، وقد آن الأوان لأن تدفع أمريكا وإسرائيل ثمن جرائمهم البشعة. إنها بداية عصر جديد، لن يكون فيه مكان للظلم والطغيان. 







وفي النهاية : لم تعد أمريكا قادرة على كبح الضمير العالمي، وتهديدات ترامب التي كانت سلاحًا ناجعًا في الماضي، وصارت دليل عَجْزٍ، وحبل مشنقة لأخلاقيات الغرب. كل اعتراف جديد هو إعلانٌ: فلسطين لن تكون رهينة الفيتو الأمريكي إلى الأبد!.


تعليقات