من يشتري أوهامهم من يقتني بيع الكذب
من يستبدل مجدهم بالحقد أو ثوب العطب
من يشتري أعناقهم في سوق نخاسة غب
من يشتري أعرابهم والعروبة والعرب النجب
من يشتهي أشرافهم بثياب ذل أو حطب
من يشتري ألسنهم وله متى شاء الشنب
والرأس في سوق الردى مذبوح فوق الشوك شب
من ذا يساوم حقنا وبأي دين أو سبب
أرأيت طفلا في حلب يشكو الجراح بلا طبب
والقدس تصرخ وامتى والعرب في نوم عجب
والعرض ينتهك العدى وجموعنا خرس الخطب
من باع ديني في المزاد ومن ابتغى شرف النسب
هذا زمان الخائنين وبيع أحرار النجب
هذا زمان الراقصين على دماء من احتسب
حملوا البنادق للعدى ونسوا دم الطفل صب
ورماحهم صارت خشب وسيوفهم حبل رطب
حطم قيودك واغضب فالغضب إن حان وجب
لا ترتجي غير السيوف ولا تثق في من نسب
فالعيش في ظل العدى موت بغير فم يشب
من يشتري عار العروبة والمآسي والنقب
سحقا لهم تبًّا لهم بل ألف سحق ينسكب
من رأسهم حتى الذنب من بائع حتى الشهب
هذا هو التاريخ سطره دم الأحرار قد كتب
والخانعون هم الخطيئة والسكوت هو العطب
حدث الطفل اليتيم وجرحه في القلب شب
عن أم ثكلى ما رأت غير المآتم والندب
عن شيخ موغل عمره في حزن أمسى لا يُحَب
عن صرخة في كربلاء وعن دماء قد صبب
عن طعنة في الظهر جاءت من قريب مستلب
عن مسجدٍ في الشام يُدنس والخليج بلا غضب
حدث عن التاريخ مذبوحا بأيدي من ختب
عن مجد أمتنا تباع على السواحل والحلب
عن عار من باعوا الدماء وأدمنوا خمر الكذب
عن من يفاخر خائنا ويبايع الوغد الكذب
ما عاد يجدي صمتنا فالصمت ألغى من وجب
والصمت أشقى أمةٍ ضجت وضيعت الرتب
قومٌ إذا نادى الفداء تخاذلوا عند الطلب
باعوا اليمين بيسره وابتاعوا الكأس العطب
فاقرع طبولك واغضبِ فالغضب للأحرار حب
واحمل سيوفك صادقًا واهدر كما يهوى اللهب
فالمجد لا يُهدى لموتى أو نعاج في الزرب
المجد يُؤخذ بالقنا وبسيف حرّ لا يَهِب
من يشتري أعرابهم لا الفقر يشفع أو نسب
باعوا العروبة بالدراهم واستراحوا من تعب
قلم الأديب احمد أمين عثمان
تعليقات
إرسال تعليق