لم يكن بينهما خلاف.
لا صراخ، لا دموع، لا وداع.
كل شيء كان يبدو عاديًا…
لكنه لم يكن بخير.
هو يخرج صباحًا،
يلقي التحية، يسأل عن الغداء،
ثم يغفو أمام الأخبار.
وهي تبتسم،
ترتّب البيت، تطهو، تمسح الغبار…
وتمسح شيئًا آخر لا يُرى عن وجهها.
لم يكونا غريبين،
لكن شيئًا خفيًا جعل المسافة بينهما أطول من السفر.
في البداية،
كانا ينتظران أن تهدأ الأمور.
ثم صارا ينتظران فقط أن لا تتدهور أكثر.
ثم… لم يعودا ينتظران شيئًا.
كل واحد منهما حفظ دوره:
الكلمات القليلة، المجاملات العائلية،
وابتسامة باهتة عند اللقاء.
لكن بين هذه التفاصيل،
كانت هناك أشياء كثيرة…
لم تُقَل.
"أشتاق إليك"
"هل ما زلت تحبني؟"
"نحن نتألم، أليس كذلك؟"
كل تلك الكلمات لم تُنطق.
لكنها كانت تسكن البيت،
تجلس معهما إلى العشاء،
وتنام بينهما كل ليلة.
مرت سنوات…
ولم يقل أحد شيئًا.
إلى أن جلس كل منهما في غرفة مختلفة.
لا صراخ، لا خيانة، لا وداع.
فقط:
الصمت الذي عاش بينهما طويلًا…
قال كل شيء.
تعليقات
إرسال تعليق