القائمة الرئيسية

الصفحات

ابتسم… لكنه لم يعد

كان دائمًا يبتسم…
حتى في أقسى لحظاته، كانت ملامحه تعرف كيف تخدع العيون.

في العمل، خفيف الظل.
في البيت، لا يرفع صوته.
في الشارع، يحيّي الجميع ويمازح الأطفال.

لكنّ أحدًا لم يسأله يومًا:
هل يبتسم لأنه سعيد؟
أم لأنه تَعِب من شرح ما لا يُشرح؟

في تلك الليلة…
ودّعهم كعادته بضحكته المعتادة،
ارتدى قميصه الأزرق، وصفّف شعره بعناية،
نظر لنفسه في المرآة للحظة أطول من المعتاد،
ثم مضى…

لم يقل إنه محطم.
لم يترك رسالة.
لم يُلمّح لوداع.

فقط… ابتسم.
ومضى كأنّه ذاهب إلى موعدٍ قصير.
لكنّه لم يعد.

حين وجدوه، كان جسده هناك…
لكنّ شيئًا فيه كان قد رحل منذ زمن.

هو لم يمت فجأة.
كان يموت كل يوم، بابتسامة.
كان يطفئ شمعةً داخله كل ليلة،
ويوزّع ضوءها على وجوه الآخرين.

من قال إن الذين يضحكون كثيرًا لا ينهارون؟
الذين ينهارون أكثر…
هم أولئك الذين أقنعوا الجميع أنهم بخير،
حتى نسوا هم أنفسهم… كيف يطلبون النجدة.

الكاتب  إدريس أبورزق

تعليقات