القائمة الرئيسية

الصفحات

دواؤك مش لعبة.. العلاج الذاتي يهدد حياتك وحياة أطفالك!



بقلم: أحمد الشبيتي


في مجتمعاتنا العربية، انتشرت ظاهرة خطيرة تُهدد الصحة العامة، وهي الاعتماد على شراء الأدوية من الصيدليات دون استشارة طبيب، أو الاكتفاء بوصفات من الصيدلي أو حتى من خلال نصائح على وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الظاهرة لا تقتصر على غير المتعلمين، بل نجد كثيرًا من المثقفين والمتعلمين يقعون في هذا الفخ، إما لتوفير الوقت أو لتجنب تكاليف الكشف الطبي.

لكن هل فكرنا في العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن ذلك؟


العلاج بدون تشخيص: رحلة نحو المجهول

الصيدلي مهني مختص، لكنه ليس طبيبًا، ولا يمكنه تشخيص الحالات المرضية بدقة. ما يصلح لمريض قد لا يصلح لآخر، حتى لو تشابهت الأعراض. بعض الأدوية قد تسبب آثارًا جانبية خطيرة إذا أُخذت دون ضوابط، أو تتفاعل مع أدوية أخرى يتناولها المريض دون علمه.


والأخطر: أن تناول المضادات الحيوية دون وصفة طبية يؤدي إلى مقاومة البكتيريا للدواء، مما يجعل العدوى أكثر صعوبة في العلاج مستقبلًا.


الأطفال أول الضحايا

تزداد الخطورة حين يكون الحديث عن الأطفال، فأجسامهم الصغيرة أكثر حساسية للجرعات الدوائية. بعض الأمهات يعتمدن على نصائح الجدات أو الصيدلي في علاج أطفالهن، متناسيات أن بعض الأدوية قد تسبب مضاعفات تصل إلى الفشل الكلوي أو تلف الكبد إذا لم تُستخدم بحذر.


وسائل التواصل والطب البديل: وصفات وهمية

في السنوات الأخيرة، امتلأت وسائل التواصل بـ"وصفات سحرية" و"علاجات بالأعشاب" بلا أي سند علمي، بل إن بعض الصفحات تروج لأدوية وهمية تحتوي على مواد ضارة أو غير معروفة المصدر.


حتى بعض الإعلانات التلفزيونية التي تعد الناس بالشفاء التام من كل داء ليست إلا وسيلة للنصب والكسب السريع على حساب صحة المواطنين.


الحل: الوقاية خير من العلاج

لحماية أنفسنا وأطفالنا، يجب أن نلتزم بالآتي:

1. عدم شراء أي دواء دون وصفة طبية معتمدة.

2. التشخيص أولًا.. فلا دواء بلا كشف طبي دقيق.

3. لا نثق في أي استشارة طبية على الإنترنت إلا من مصادر موثوقة.

4. الحذر من الإعلانات المضللة، ورفض كل دواء غير معتمد رسميًا.

5. تكثيف حملات التوعية بخطورة العلاج الذاتي في المدارس والجامعات.


صحتنا مش لعبة.

لا نجعل من أجسادنا حقل تجارب، ولا نُغامر بحياة أطفالنا.

لنعد إلى الطبيب.. ولنترك لكل مختص عمله، فـالوقاية خيرٌ من العلاج.

تعليقات