بقلم/ أيمن بحر
للمرة التانية خلال أسبوع ترامب بيطلع فى لقاء رسمى ويعبر عن ضيقه من اللى حصل مع مصر فى موضوع سد النهضة… وبيوصف تصرفات إثيوبيا بـالوحشة وحكومات أمريكا السابقة بـالغباء لأنها موّلت السد اللى كان هدفه تقليل حصة مصر من المية!
طيب… ليه دلوقتى؟ وليه السد بقى بيظهر فى كل جملة مفيدة على لسان ترامب؟
هل ترامب بيضغط بيه على مصر فى ملفات أكبر؟
وهل مصر فعلًا عايزة تضرب السد… ولا فى حاجة تانية بتحصل؟
لو عاوز تفهم الملف ده ببساطة ركّز فى الكلام الجاى وتحقق بنفسك من كل نقطة فيه.
لإن اللى جاى مش رأى… دي معلومات وحقائق علمية بعيدًا عن التصريحات الرسمية المصرية اللى بطبيعتها محسوبة وبعيدًا عن الدعاية الإثيوبية وبعيدًا عن المتاجرين بالقضية لأغراض شخصية.
أولًا: هل سد النهضة خطر على مصر؟
الإجابة: لا.
الخطر الحقيقى كان فى مرحلة الملء السريع لو حصل جفاف ممتد. ساعتها كانت حصة مصر ممكن تقل للنص.
لكن اللى حصل هو إن الملء تم فى وقت الفيضان وحصة مصر وصلت كاملة… بل وتم تفريغ كميات ضخمة عبر مفيض توشكى اللى وصل لمناسيب تاريخية.
ومن ساعتها، السد ما بقاش عنده قدرة حقيقية على تخزين مياه جديدة.
ليه؟ لأن الخزان وصل لأقصى سعته… وأى كمية زيادة لازم تتصرف فورًا، وإلا المية هتعدي فوق جسم السد وتهدد سلامته.
بالتالي، السد لا يمكنه التحول إلى محبس أو أداة للتحكم فى المياه وقطعها عن مصر.
ثانيًا: طيب… مصر عايزة إيه من إثيوبيا؟
الملف مش عن منع الضرر بقدر ما هو عن تحقيق استفادة مشتركة.
مصر بتطالب باتفاق قانونى ملزم يسمح لها بالمشاركة فى إدارة وتشغيل السد.
وده مش كلام سياسي… ده مطلب فنى استراتيجى:
لو حصل جفاف، مصر تسحب من خزان سد النهضة بدل ما تسحب من السد العالى
خصوصا ان اثيوبيا مضطرة تمرر الماية من التوربينات لتشغيلها حتى فى سنوات الجفاف
وبكده مصر تحافظ على مخزونها الاستراتيجى..
ولما الفيضان يرجع إثيوبيا تعوّض الكمية المسحوبة..
يعنى ببساطة: السد بدل ما يكون أداة ضغط يتحول لخزان احتياطى يخدم مصر بدل ما يضرها.
ثالثًا: هل مصر ممكن تضرب السد او منتظرة ضوء اخضر من امريكا؟
الإجابة: لا.
مصر مش شايفة إن ضرب السد هو الحل ولا عندها مصلحة فى كده.
السد حاليًا ما بقاش يمثل تهديد… وفى نفس الوقت فشل فى إنه يجر مصر لصدام عسكري أو استنزاف اقتصادي وسياسي.
يعنى اللى موّل السد خسر مرتين:
• فشل فى حبس المياه عن مصر.
• وفشل فى استخدامه كفخ لإغراق مصر في مواجهة.
رابعًا: طيب ترامب عايز إيه من السد؟
ترامب بيلعب على محورين:
1. بالنسبة لمصر:
السد بقى كارت محروق لكنه ممكن يتحول لـ كارت تفاوض تستخدمه أمريكا.
ترامب بيعرض – بشكل غير مباشر – إن أمريكا ممكن تضغط على إثيوبيا علشان توقع اتفاق قانونى ملزم يخدم مصر…
لكن ده هيكون ضمن “صفقة شاملة” تتضمن ملفات تانية زي:
• ملفات التسليح الصينى.
• موقف مصر من مجموعة بريكس.
• الموقف المصرى من غزة وتهجير الفلسطينيين.
• حلف حلف إبراهام.
يعنى: مش ابتزاز مباشر… لكن مساومة غير معلنة.
2. بالنسبة للعالم:
ترامب مهووس بجائزة نوبل للسلام وشايف إن أي اختراق في الملف ده ممكن يدّيله دفعة في سباق الجائزة.
خامسًا: طيب مصر هتتصرف إزاى؟
المعادلة بسيطة:
السد مش أداة ابتزاز، بل عرض بامتيازات…
ومصر مش هتقبل أى امتياز مقابل التنازل عن ثوابتها أو استقلال قرارها.
وده يفسّر الصمت التام من الدولة المصرية تجاه تصريحات ترامب… لا تعليق لا ترحيب، لا رفض… تجاهل محسوب.
لأن ببساطة:
المعادلة مش بتتحط علينا… إحنا اللى بنفرضها.
وإذا كانت أمريكا عايزة علاقة استراتيجية محترمة مع مصر فعليها إنها تحترم مصالح مصر وثوابتها وقرارها.
فى النهاية:
اللي بيحصل حوالين سد النهضة دلوقتى مش قضية مية…
دي قضية موقع مصر الاستراتيجى واستقلال قرارها ورفضها تبقى تابع لأى طرف حتى لو كان أقوى دولة فى العالم.
السد ما بقاش سلاح فى إيد حد ضد مصر…
بل ممكن يبقى أداة فى إيد مصر تعزز أمنها المائى… بشرط واحد:
أن يكون القرار دايمًا من القاهرة.
تعليقات
إرسال تعليق