القائمة الرئيسية

الصفحات

لغز الأناقة: من هي المرأة التي لم ترتدِ فستانًا… بل ارتدت لحظة من التاريخ؟



الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


في زمن صارت فيه الأزياء مثل العناوين الرخيصة… كثيرة، سريعة، منسية، ظهرت إطلالة ليلى عز العرب لتكسر القاعدة، لتُعلن أن بعض النساء لا يظهرن… بل "يُستدعَين"، لا يلبسن الفساتين… بل الفساتين تختارهن، لا يُضيئن المكان… بل يُصبح المكان مضيئًا لأنهن فيه، فماذا حصل؟ وأي حضور هذا الذي أربك الكاميرات وأربكنا؟ لنفتح هذه الصورة كأنها لغز، ونبدأ تفكيك ما لا يمكن شرحه بسهولة.


اللغز الأول: من هي النجمة التي لم تدخل الحفل… بل دخل الحفل بها؟


من هي التي ما إن جلست حتى انقلب الضوء من مجرّد ديكور إلى شريك بالمشهد؟ من هي التي ما إن نظرت للكاميرا، حتى صار الفلاش انحناءة؟ من التي كانت ترتدي اللون الأسود، ولكن الأسود هو من تزيّن بها؟ من التي ما إن ظهرت حتى صار الكلّ خلفها مجرد خلفية؟ من التي لبست مجدًا مشغولًا بخيوط من ثقة… لا من قماش؟ من التي لم تبرق… بل أشعلت؟ من التي بدت كأنها قادمة من زمن آخر… لا تعرف كيف تكذب على العدسة، ولا تحتاج إلى فلاتر، لأن الكاريزما التي تسكنها تُنبت ضوءًا من داخلها؟ الجواب: ليلى عز العرب، لأنها لا تدخل مشهدًا… بل تُصبحه.


اللغز الثاني: من هي المرأة التي لم تتأنّق… بل أعلنت ولادة أناقة جديدة؟


من هي التي أعادت تعريف معنى الأناقة؟ من التي لم تحتَج مصممًا يقول عنها "إطلالة الموسم"، بل جعلت الموسم كله يلتفّ حولها؟ من التي جمعت في ثوبها جرأة النجوم، ونعومة الكبار، ووقار الأيقونات؟ من التي لم تحتَج لإبراز شيء، لأنها بارزة بالفطرة؟ من التي ترتدي المجوهرات لا لتتزيّن، بل لتُخبرنا أن الذهب يعرف طريقه إلى الأصالة؟ من التي حين تضع قرطًا فرعونيًا، لا يبدو غريبًا، بل يبدو كأنه عاد إلى مكانه الطبيعي؟ من التي حين تُبتسم، لا تشكرها الكاميرا… بل تتعلّم منها؟ الجواب: ليلى عز العرب، لأن الأناقة ليست أقمشة… بل رواية.


اللغز الثالث: من هي النجمة التي تجلس… فتكشف أسرار الملكات؟


من هي التي في جلستها ما يُشبه وقفة نفرتيتي؟ من التي لا تحتاج إلى منصة لتبدو عالية؟ من التي في صوتها نبرة من رقيّ الطبقات الراقية، وفي نظرتها مزيج من تاريخ الفن ودهاء المسرح؟ من التي تحوّل الجلسة العادية إلى مشهد سينمائي؟ من التي تعرف أن الجاذبية لا تُصنع، بل تُسكن؟ من التي تُظهر لنا أن الرقيّ لا يُشترى، بل يُعاش؟ من التي بدت كأنها تقول لنا جميعًا: "هذا ليس فستاني، بل مزاجي؟"، "هذه ليست سهرة… بل فصل من مسرحيتي؟" الجواب: ليلى عز العرب، لأنها لا تعيش الموضة… بل تُمهّد لها الطريق.


اللغز الرابع: من هي السيدة التي حين تبتسم… تصير الأضواء أكثر خجلًا؟


من هي التي في ابتسامتها توازن نادر بين البهجة والنُبل؟ من التي لا تضحك فقط… بل تُضيء؟ من التي كلّما نظرت للمكان، بدت كأنها تُنادي أرواح من غابوا وتُعطيهم مكانًا على الطاولة؟ من التي في طلّتها ليس فقط جمال، بل رسالة؟ من التي تقول بهدوئها كلّ ما يعجز غيرها عن قوله بمئات الجمل؟ من التي لا تلوّح بصوتها… بل تكفيها نظرة، حركة، صمت؟ من التي تعرف أن الأنثى الذكية لا تُظهر كل ما تعرف، بل تلمّح وتترك؟ الجواب: ليلى عز العرب، لأن الكاريزما ليست صوتًا عالٍ، بل أثر.


اللغز الخامس: من هي الفنانة التي لم تحضر حفلة… بل حضرت أسطورة؟


من هي التي كان في فستانها نقشٌ يُشبه اللغة المسمارية؟ من التي بدا تصميم فستانها كمخطوطة خيالية من زمن السحر، تنطوي وتنبسط حسب المزاج؟ من التي بدت وكأنها خارجة من بوستر فيلم كلاسيكي، حيث البطلة ترفض أن تكون تابعًا؟ من التي ذكّرتنا أن للمرأة سنّ لا يُقاس بالأرقام، بل بالوهج؟ من التي بدت كأنها تقول: "أنا لا أواكب العصر… أنا أصنعه؟" الجواب: ليلى عز العرب، لأنها ليست مجرّد نجمة… بل حدث.


اللغز السادس: من هي المرأة التي لم تضع مكياجًا… بل وضعت توقيعها؟


من هي التي لم تُخَفِ ملامحها… بل احتفَت بها؟ من التي تركت خطوط الزمن كما هي، لأن الجمال الحقيقي لا يخشى انعكاسه؟ من التي علّمتنا أن الثقة لا تُرسَم، بل تُشَعّ؟ من التي قالت في حضورها إنّ كل لحظة من العمر تُضيف… لا تنتقص؟ من التي بدت بوجهها كأنها تحمل سنوات من الحكمة والفرح والتجربة، وقالت للمرأة بكل مكان: "خليكي أنتِ… لأنك حلوة كده؟" الجواب: ليلى عز العرب، لأنها لا تُجَمِّل… بل تُجَمَّل بها الأشياء.


وهون ببلّش لغز الجمهور…

من هي المرأة يلي إذا شِلت الفستان، وشِلت المجوهرات، وشِلت الأضواء… بقيت لوحدها كافية، تبهر، توقّف الزمن، وتقول: أنا من زمن الفن الراقي؟

من هي؟ فكر… وما تستعجل الجواب، لأن هالمرة الجواب مش في الصورة… بل في الإحساس.

تعليقات