القائمة الرئيسية

الصفحات

لغز النيل: من هي المرأة التي لم تركب القارب… بل ركبت المعنى؟

 



الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


في وقت صارت فيه "اللقطات" متكررة، والتصوير مجرد واجب تواصل اجتماعي، خرجت علينا النجمة سيمون بصورة ما كانتش بس على سطح نيل القاهرة… بل على سطح وعي، سطح إنساني نقيّ، فيه الحكمة عم تشرب من المي، والبهجة قاعدة تضحك مع النسيم، والأصدقاء مش مجرد صحبة… بل مرآة حياة.

وكتبت منشور صغير، بكلمات قليلة… بس كل كلمة فيهم كانت "مفتاح لغز".

خلّونا نفكّك هاللحظة، كأنها مشهد سينمائي فرعوني-عصري، ونسأل…


اللغز الأول: من هي النجمة التي لم تُصوَّر على قارب… بل على لحظة صدق؟


من هي التي ما لبست ماركة عالمية، ولا اعتمدت إضاءة استوديو، ولا وقفت زاوية تصوير محسوبة… ومع ذلك، سرقت الضوء؟ من التي جلست بكل بساطة على طرف القارب، بحركة عفوية، ولبس أبيض صريح كالحقيقة، وابتسامة مرتاحة من عمق القلب، وقالت: "الحياة لحظات استمتاع ببساطة"؟ من التي فهمت أن الانبهار مش في الفوتوشوب… بل في الصدق؟ من التي قالت للصورة: خليك على طبيعتك، لأني أنا هيك… طبيعية، مرتاحة، وبحب الحياة؟

الجواب: سيمون، لأنها ما بتعمل "شو"، هي بتعيش اللحظة كما هي… فتصير لحظة نادرة.


اللغز الثاني: من هي المرأة التي لم تكتب caption… بل فتحت نافذة على الوعي؟


من التي كتبت سطرين… بس خلّت كل اللي قرأ يوقف ويفكر؟ من التي مزجت الفلسفة بالحب، البساطة بالعمق، وأكدت: "الحياة تمضي ولا أحد سيأخذ معه شيئًا"؟ من التي ما وعظت، ولا تكلّفت، بس كتبت كأنها بتهمس لنا من جنب النيل: "ما تهدّ عمرك على وهم… عش بس، قدر المتاح، لأن كل شي بيفوت… وبيعدّي"؟ من التي تركت ورا كلماتها نكهة سكينة، وكأن كل كلمة منها طلعت من جوة "تأمل" وليس من نية جذب إعجاب؟

الجواب: سيمون، لأنّها لما تحكي… بتحكي من مطرح حقيقي جوّاتها، مش من برا.


اللغز الثالث: من هي الفنانة التي تعرف أن "البساطة" ليست تنازلًا… بل أناقة روحية؟


من التي ما احتاجت ميك آب صارخ، ولا تصفيفة شعر محسوبة، ولا أكسسوار بارز… ومع ذلك، وقعتنا بغرام الصورة؟ من التي كل ما فيها كان بسيط… بس ساحر؟ من التي أثبتت أن "التيشيرت الأبيض" ممكن يكون أيقونة لو لابسته روح مرتاحة؟ من التي جعلتنا نصدق أن الجمال مش صورة، بل طاقة؟ أن البهجة مش ديكور… بل صدق داخلي بينعكس على الوج؟

الجواب: سيمون، لأنو في نساء بيحكوا قبل ما يتكلموا… من ملامحهم، من راحتهم، من وضوحهم.


اللغز الرابع: من هي المرأة التي ما كتبت "بوست"… بل عملت وقفة وجودية؟


من التي جعلتنا نتوقف ونسأل: نحنا فعلاً عم نستمتع؟ عم نضحك من قلبنا؟ عم نعيش ولا نأجل؟ من التي كتبت: "قدر المستطاع والمتاح"، وكأنها بتقول لنا: مش لازم تمتلك القصر… لتعيش، ولا تسافر بعيد… لتنبسط، ولا تستنى اللحظة المثالية… لأنها مش راح تيجي؟ من التي فهمت أن "قعدة على قارب مع أصدقاء" ممكن تكون أعظم من ميت سفرة؟ من التي اختارت تعيش على نهر… بدل ما تغرق في بحر توقعات الآخرين؟

الجواب: سيمون، لأن وعيها بيشبه ميّ النيل… هادئ، جاري، وعميق.


اللغز الخامس: من هي الفنانة التي لم تُظهر أصدقاءها… بل أظهرت صدقهم؟


من التي لم تحتج أن تكتب أسماء، ولا تصنّف الناس، ولا تضع قلوبًا مزيفة… بل كتبت: "مع أصدقائي الأعزاء" واكتفت، وكأنها تقول: يلي حقيقي… معروف، ويلي مش ضروري… مش مهم؟ من التي جلست في حضرة النيل… فصار الرفاق هم العائلة؟ من التي تركت لنا صورة فيها من الحنان، أكتر من ألف مشهد تمثيلي؟

الجواب: سيمون، لأنها لما تكون مع ناس بتحبهم، كل شي بيصير فنّ.


اللغز السادس: من هي الفنانة التي لم تمثّل مشهدًا… بل عاشت سيناريو كتبه قلبها؟


من التي بدت وكأنها بطلة فيلم هادئ… موسيقاه ناعمة، كادراته ناعمة، ورسائله كبيرة؟ من التي تركتنا نحس أن كل تفصيلة في الصورة: زاوية النور، لون المي، شكل الضحكة، قعدة اليد… كلها صادقة، وكلها مش مرتبة؟ من التي قالت لكل فنان: مش لازم تكون متكلّف لتكون memorable؟

الجواب: سيمون، لأنها تعرف أن أجمل الأدوار… هي أدوار الحياة نفسها.


والآن… لغز الجمهور: من هي المرأة التي لو حذفت كل الفلاتر، وشِلت الماكياج، ومسحت النص، واكتفيت بالصورة… تبقى الرسالة فيها أوضح من أي caption؟


من هي التي تقدر تقول "أنا هنا"… بدون ما تصرخ؟

من هي التي تترك أثر… في هدوء؟

الجواب عندك… بس راجع الصورة، وراجع قلبك، وراح تفهم.

تعليقات