الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
اللغز الأول: من هو الرجل الذي لم يقل جملة… بل أطلق شرارة؟
من هو الممثل الذي لم يكن بحاجة إلى مشهد بطولي، ولا إلى بطولة درامية مُعلَنة، ولا إلى مؤثرات سينمائية ضخمة… ليهزّ منصات التواصل الاجتماعي؟ من هو الذي اكتفى بجملة واحدة: "إنت معندكش أخوات بنات ولا إيه؟"، ليُطلق واحدة من أضخم الموجات الصوتية في التيك توك المصري؟ من الذي لم يكن يعلم أن نبرته الساخرة ستصبح موسيقى شعبية جديدة؟ من الذي قال الجملة ثم أكمل مشهده بهدوء، بينما العالم انقلب خارج الكاميرا؟
الإجابة: حجاج عبد العظيم.
لأنه لا يحتاج إلى أن يصنع اللحظة… بل يكفي أن يتواجد فيها.
اللغز الثاني: من هو الفنان الذي لم يكن يؤدي شخصية… بل يُفجّر ذاكرة اجتماعية؟
من الذي قال "إنتي عاوزة تتجوزي؟" بطريقة لم تكن مزحة فقط، بل اختصارًا لسنوات من القهر النسوي، والسخرية الشعبية، والتحولات في مفاهيم الخطوبة والزواج في المجتمع المصري؟ من الذي لم يكتب السيناريو، بل "فجّره" بلسانه، فأعاد للناس نكهة الزمن الشعبي الذكي؟ من الذي بعث روح الفنان الشعبي الذي يعرف نبض الناس، ويترجمه بلا تنظير ولا تجميل؟ من الذي جعل المصري البسيط والمراهق والتيكتوكر والفنان والنقدي… يضحكون، ويتفاعلون، ويقلّدون؟
الجواب: حجاج عبد العظيم.
لأنه حين يتكلم، لا يُعلّق فقط… بل يربط بين الوعي الجمعي والضحك الفوري.
اللغز الثالث: من هو النجم الذي لم يبحث عن "التريند"… بل جاء التريند باحثًا عنه؟
من هو الفنان الذي لم يُسوّق مشهده، ولم يدفع إعلانًا، ولم يشارك بنفسه مقطعًا، ورغم ذلك تحوّلت كلماته إلى مقاطع موسيقية ومشاهد تمثيلية ودمى متحركة على تيك توك؟ من الذي جعل الأطفال يُقلدونه، والمراهقين يركبون صوته على فيديوهاتهم، والكبار يشاركون جمله في التعليقات الساخرة؟ من الذي أطلق موجة بلا قصد، وأصبح محورها دون أن يطلب ذلك؟
الإجابة: حجاج عبد العظيم.
لأنه في زمن يلهث فيه الجميع خلف اللايكات… جلس هو في هدوئه، فجاءته الأضواء.
اللغز الرابع: من هو الفنان الذي لم يؤدِّ… بل استحضر؟
من الذي لا يمثل كما نُمثّل، بل يبدو كأنه يحكي قصة يعرفها منذ زمن؟ من الذي حين يقول جملة ساخرة، يبدو كأنه يستخرجها من قلب زحام شعبي حقيقي؟ من الذي يخلط بين التلقائية والحرفة فلا تدري إن كان مرتجلًا أم مكتوبًا له؟ من الذي حين يتحدث باللهجة البسيطة يقول: "إنتي فلاحا!"، فيوقظ جينات الكوميديا الشعبية المحفورة في الذاكرة؟
الإجابة: حجاج عبد العظيم.
لأن تمثيله ليس أداءً… بل نَفَس مصري خالص.
اللغز الخامس: من هو الممثل الذي لم يُربك الزمن… بل تحايل عليه؟
من الذي انطلق قبل عشرين عامًا، وظنّ البعض أنه لن يُكمل، ثم عاد من زاوية لم يتوقّعها أحد؟ من الذي لم يراهن على البطولة المطلقة، بل على "التوقيت المطلق"؟ من الذي قدّم مئات المشاهد، ولم يكن يدري أن مشهدًا واحدًا، في وقتٍ غير محسوب، سيكون أعظم من أي مجد درامي تقليدي؟ من الذي أطلق "تريند الأفيه" دون أن يقصده، ثم جلس يشاهد الجيل الجديد يُعيده بصوته… ويرقص عليه؟
الإجابة: حجاج عبد العظيم.
لأنه يعرف أن اللحظة الصادقة لا تحتاج إلى ساعة… بل إلى صدق.
اللغز السادس: من هو الفنان الذي لم يحتج منصة… لأن الشارع منصته؟
من الذي لا ينتمي لفئة النخب، ولا لطبقة الأكاديميين، ولا يتحدّث بلغة ثقيلة… لكنه يدخل القلوب كالسهم؟ من الذي حين يفتح فمه في مشهد واحد، تتحوّل كلماته إلى وسوم شعبية؟ من الذي لم يدخل من بوابة الكبار، ولا تكلّف بالبطولات… لكنه أصبح جزءًا من لغة الناس اليومية؟
الإجابة: حجاج عبد العظيم.
لأنه لا يصنع فنًّا معقّدًا… بل يصنع مرآة يضحك فيها الناس على أنفسهم.
والآن… اللغز الأخير: من هو الممثل الذي لو مسحنا وجهه من الصورة، وأزلنا اسمه من التتر، وأبقينا فقط على الصوت والجملة والضحكة… سنعرفه فورًا؟
من هو الذي لا تحتاج إلى أن تراه لتفهمه؟ من هو الذي يجعل من الجملة القصيرة نكتة، ومن الموقف البسيط ظاهرة؟ من هو الذي لم يُنتج أغنية ولا فيديو… لكنه صار صوتًا يُستخدم كأغنية ومشهد؟
من هو؟
هذا هو لغز الجمهور… من هو هذا الفنان الشعبي الذي لم يعد "ممثلًا" فقط، بل "ذاكرة صوتية" تمشي وتتحرّك وتُضحك وتُعلّق؟
الجواب عندك… بس لا تستعجل، اسمع الأفيه مرّة أخرى، وشوف مين بيرنّ في بالك.
تعليقات
إرسال تعليق