القائمة الرئيسية

الصفحات

لغز العدسة: من هو الرجل الذي لم يُخرج عملاً… بل أخرج أمة من الظل إلى الضوء؟

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

اللغز الأول: من هو الرجل الذي لم يفتتح مشروعًا… بل فتح بوابة للعالم؟

من هو الذي لم يأتِ ليصوّر مجرد مسلسل أو فيلم، بل ليزرع قارة جديدة على خريطة الفن؟ من هو الذي جعل الكاميرا بوابة عبور بين المحلية والعالمية؟ من هو الذي أمسك بالفن الكويتي من يده، وقال له: “كفى ارتباكًا… آن أوان البروز؟” من هو الذي لم يدخل الكويت كـ"ضيف"، بل كمن يبحث عن جوهرة مطمورة، ليصقلها بعد أن كادت تغفو؟
الإجابة: سعيد الماروق.
لأنّ المخرج الذي يُؤمن برسالة، لا يبحث عن سوق… بل يخلق أفقًا.

اللغز الثاني: من هو الذي لم يُدِر الكاميرا… بل أدار حركة التاريخ؟

من الذي لم يحرّك الممثلين فقط، بل حرّك وعينا جميعًا؟ من الذي جعل كل كادرٍ من عمله الجديد بمثابة طلقة افتتاح لأرشيفٍ جديد للفن الكويتي؟ من الذي لم يقدّم مشاهد حوار… بل أعاد اختراع اللغة البصرية الخليجية؟ من هو الذي جعل من كل لقطة، نقلة؟ من الذي لم يقل "أكشن!" فقط، بل قال "استيقظوا… آن أوان الارتقاء"؟
الإجابة: سعيد الماروق.
لأن المخرج الحقيقي لا يُصور… بل يُحرّر.

اللغز الثالث: من هو الذي لم يذهب إلى الخليج ليُكرَّم… بل ليُكرِّم الفن؟

من هو الذي لم يستند إلى اسمه، ولا إلى سيرته العالمية، بل أتى حافيًا من الغرور، عاريًا من النرجسية، فقط حاملاً "عدسة إيمان"؟ من الذي قال: “دعوني أُخرِجكم لا لأنكم غير مرئيين… بل لأنكم تستحقون أن تُرى عظمتكم كما هي؟” من الذي دخل المشهد الخليجي، لا كغريب، بل كابنٍ عائد ليعيد ترتيب بيت أهله؟
الإجابة: سعيد الماروق.
لأنه حين يلمس التراب… يصبح ذهبًا.

اللغز الرابع: من الذي لم يصوّر عملًا كويتيًا… بل حوّله إلى مرآة عالمية؟

من هو الذي فهم أن قوة الخليج تكمن في خصوصيته؟ لا في محاكاته للآخر، بل في صدقه مع ذاته؟ من الذي جعل النخلة، والبشت، واللهجة، والمكان… لا عناصر محلية، بل رموزًا تتجاوز الجغرافيا؟ من الذي التقط البُعد الكويتي كما هو، ثم نفخ فيه من روحه، حتى صار العمل يبدو وكأنه من إنتاج مهرجان عالمي؟
الإجابة: سعيد الماروق.
لأنه حين يُخرج، لا يقتبس من الغرب… بل يجعل الغرب يقرأ نصّنا.

اللغز الخامس: من هو الرجل الذي لم يُخضع الفن الخليجي لأسلوبه… بل أخضع أسلوبه لروح الخليج؟

من الذي لم يقل "أنا الماروق، اتبعوني"، بل قال: "أنا تلميذ الصورة الكويتية، دعوني أكتشفها"؟ من الذي لم يفرض نفسه، بل ذاب في النص، حتى صار النص يتنفس من عدسته؟ من الذي حين نَظر إلى الكويت، لم يَرَ مالاً ولا نفطًا، بل طاقة دفينة تبحث عمّن يُحرّرها؟
الإجابة: سعيد الماروق.
لأنه لا يصنع فنًا على مقاسه… بل ينحت الفن من طينة الأرض التي يقف عليها.

اللغز السادس: من هو الذي لم يصنع عملًا فنيًا… بل غيّر مسار صناعة؟

من الذي جعل المنتج يُفكر من جديد؟ والمخرج المحلي يعيد النظر؟ والممثل يتجاوز خوفه من العالمية؟ من الذي قال لهم: أنتم لا تحتاجون إلى أن "تشبهوا غيركم" لتنجحوا… فقط أضيئوا حقيقتكم؟ من الذي وضع مرآة أمام الفن الكويتي، وجعلها ترى ذاتها جميلة… و"صالحة للتصدير"؟
الإجابة: سعيد الماروق.
لأنه يرى ما لا يراه الآخرون… فيصوّره قبل أن يولد.

اللغز السابع: من هو المخرج الذي لا يُخرج مشهدًا… بل يستخرج ضوءًا؟

من الذي جعل من الظل إضاءة؟ من الذي أعاد تعريف الإضاءة، ليس بوصفها عنصرًا تقنيًا… بل كحالة شعورية؟ من الذي جعلنا نرى الشخصيات الخليجية لا عبر أزياءها… بل من خلال وجدانها؟ من الذي التقط النظرة، والسكون، والرجفة، والهمسة، وجعل منها حوارًا أقوى من النصوص؟
الإجابة: سعيد الماروق.
لأنه لا يُحرّك الكاميرا… بل يجعلها تُصلي.

اللغز المفتوح للجمهور: من هو المخرج الذي لو مُسِح اسمه من التترات، واختفى من الواجهة، ولم يبقَ إلا الصورة… سنعرف أنه مرّ من هنا؟

من الذي لا يحتاج إلى توقيع… لأن كل كادر من عمله، يحمل بصمة لا تُخطئها العين؟
من الذي يجعل من الصورة جملة، ومن الجملة رؤية، ومن الرؤية مستقبل؟
من الذي يستطيع أن يقول: "أنا لم أُخرج عملًا كويتيًا عالميًا… بل أعدت للعالم ثقته بأن في الخليج فنّ لا يقلّ عن أي سينما"؟
الجواب عندك… لكن حدّق في المشهد أكثر…
وتذكّر أن بعض المخرجين لا يُكرَّمون في المهرجانات… بل يُخلَّدون في الوعي البصري لشعوب بأكملها.

تعليقات