القائمة الرئيسية

الصفحات

محمد جبر… لما يكون القانون مش بس مادة، بل رسالة بتنبض بالحقيقة والعدالة



متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


بالوسط القانوني، ناس بيشتغلوا بالقانون، وناس بيعيشوا فيه، وناس بيحطّوه بإيد الناس ليصير متاح ومفهوم وبسيط. والمستشار محمد جبر ما كان يوم من الأيام مجرّد خبير قانوني، ولا حتى مجرد مذيع بيحكي عن النصوص. محمد جبر هو حالة. حالة قانونية إعلامية مميزة، حمل القانون من المكاتب والمحاكم، ونزّلُه عالأرض، عالناس، عالشاشات… تحت عنوان واحد: "القانون بين يدك".


هالبرنامج ما كان بس برنامج تلفزيوني، ولا كان مجرد فكرة عابرة بتلفزيون متخم بالتحليلات القانونية. لا. "القانون بين يدك" صار مرجع. صار مثل مكتبة مفتوحة بصوت بشري دافي، بيحكي مع المواطن، مش من فوق، بل من جواته.


محمد جبر مش شخص عادي. هو مزيج نادر بين هيبة القاضي، ودفا الأخ، وحنكة الإعلامي. كل حلقة من البرنامج بتجي محمّلة برسائل واضحة، قوية، بس بأبسط المفردات. بيفكك القضايا، بيفصّل المفاهيم، بيفهم الناس حقوقها، وبيعطيهم مفاتيح الحياة القانونية، من الطلاق والنفقة، للولاية والحضانة، للتعامل مع المحاكم، للإجراءات اليومية يلي أوقات الناس بتجهلها، وبتدفع تمن جهلها عمرها أو ولادها.


كل هالشي، بيعمله محمد جبر بصوته الثابت، بنبرته الرزينة، وبعيونه يلي فيها صدق بيخترق الشاشة. مش بيحكي عن القانون، هو بيعيشه، وبيخليك تعيشه.


شو السر بنجاح البرنامج؟

ما فينا نختصره بكلمة. بس فينا نقول إنو محمد جبر عرف من وين تفوت ع قلوب الناس. ما اتفلسف، ما تعقّد، ما حاول يبهر. كان واقعي. وكان واضح إنو برنامجه معمول للناس، مش للكاميرا. ومن هون، دخل على كل بيت، من غير ما يدق الباب.


الستات اللي عم يعانوا من مشاكل الطلاق، الأهل اللي مش عارفين حقوقهم بحضانة أولادهم، الشباب يلي ضايعين بين النصوص، البنات يلي عم يتعرضوا للعنف، حتى الناس البسيطة يلي بس بدها تفهم كيف توقع عقد من دون ما تنضحك عليها… كلن لقوا ملجأ ببرنامج "القانون بين يدك".


بس خلينا نرجع شوي للبداية…

محمد جبر ما وصل لهون بسهولة. طريقه ما كان مفروش بالورد. تعب، قرأ، اجتهد، وعمل على حاله ليصير هالشخص الموثوق. حفر اسمُه بصخر الجدية. بنى سمعة صلبة، مش بالكلام، بل بالفعل. والمشاهدين حسّوا، ما في شي مفتعل، كل كلمة طالعة من ضمير، من وجع، من مسؤولية.


المثير للإعجاب كمان، إنو البرنامج ما بيكتفي بالطرح، بل بيروح للحلول. بيسأل، وبيجاوب. بيفتح الجرح، وبيعالجُه. وهاد شي نادر بعالم الإعلام القانوني. كتار بيحكوا، بس قلال يلي بيحاولوا يصلّحوا.


ومش بس هيك.

محمد جبر عم يقدّم صورة جديدة عن رجل القانون. عم يقول إنو المستشار مش بس بالمحكمة. هو كمان قادر يكون جزء من النهضة الثقافية، من التوعية، من التغيير. عم يثبت إنو القانون مش بعيد عن الناس، بل هنن جزء منه، إذا عرفوا كيف يتعاملوا معه.


اليوم، "القانون بين يدك" صار منصة لتغيير المجتمع، مش بس وسيلة توعية. وكل شخص تابع حلقة، تعلم شغلة جديدة. وكل أم سمعت نصيحة، قدرت تحمي حالها وولادها. وكل شاب حس إنو مش لوحده، في حدا عم يحكي لغته القانونية، بس بقلب بيحس فيه.


والمستشار محمد جبر؟

ما بيكفّي نقول عنه ناجح. هو أكتر من هيك. هو إنسان واعي، صاحب رسالة، عنده هدف سامي: إنو يخلي كل شخص بهالبلد، مهما كان بسيط، يعرف إنو القانون ما لازم يخوفه… لازم يحميه.


ومع كل حلقة جديدة، عم يكبر التأثير. الناس عم تنطر، وعم تتفاعل، وعم توصل الرسائل. ومحمد جبر مكفّي، ماشي بخط ثابت، مش لحتى يلمع، بل لحتى ينفع. عم يخلق مدرسة بالإعلام القانوني، مدرسة فيها صدق، وعمق، ورقيّ.


وإذا حدا سأل:

شو يعني قانون بين يدك؟

قولولن شوفوا محمد جبر…

وصدقوني، ما حتحتاجوا شرح.

تعليقات