في حضرة الأحزان التي لا تستأذن
باغتتني كما لو أنها سيلٌ جارف
تواطأت فيه الأيام والأنفاس والظنون
جاءتني دفعةً واحدة، دون سابق إنذار
كمن يطرق بابًا ثم يخلعه... لا يكتفي بالطرق
العيون تراقبني، لا شفقة فيها ولا وجل
تترقب سقوطًا علنيًا،
كأنهم يراهنون على كسر ما تبقى من روحي
وأنا أقول لهم بصوتٍ يتهدج بين الإيمان والغضب ،
نجحتم في إثارة الجراح، نعم،
لكنكم فشلتم في اقتلاعي فثمة ما هو أعمق مني ومنكم،
قوة خفية تسندني حين أنسى كيف أقف ؟
إنه الله... ذلك الذي لا يغيب وإن غاب الجميع
إيماني به ليس مجرد ملاذ، بل هو جذوري حين تظن الرياح أنها اقتلعتني، تعلمت أن الحزن لا يقتل، كن فقد الإيمان قد يفعل فكل لحظة ضعف أعيشها
تُعاد صياغتها في دفاتر الغيب لتكون سببًا في رحمة، أو مقامًا في الآخرة .
الدنيا؟ فانية، لا تستحق أن أخلع قلبي لأجلها
الآخرة؟ فيها البقاء، وفيها لقاء لا يخيب
لهذا سأصمد، لا لأنني قوية بل لأنني محاطةٌ بعناية لا تُرى وبرحمةٍ تكفيني ولو خذلني الكون بأسره .
تعليقات
إرسال تعليق