القائمة الرئيسية

الصفحات

زاوية من ضوء
 
ليس كل من نظر إليك قد رآك...  
فالعين المثقلة بالأحكام تعجز عن استقبال النور،  
أما من أزاح عنها عدسات التصوّر،  
فقد يراك كما ترى الروح ذاتها حين تتجرد من صخب العالم.
أن تضع نفسك في قلب الآخر،  
هو أن تعبر ارتباكه دون أن تهدم يقينك،  
وأن تلامس تفاصيل تجربته،  
لا لتصادقها،  
بل لتفهم كيف انبثقت الحقيقة حين رُويت بنبرته الخاصة.
أما خيبات الأمل،  
فليست وشمًا على جبين القيمة،  
بل ريحٌ جاءت لتقول:  
"ما ظننته لك من هذا الاتجاه...  
لم يُخلق لك، فابحث عن وجهة تُنصت لضوءك."
نحن لا نُرفض لنقصٍ فينا،  
بل لأننا أنقى من أن نُستهلك في أمكنة لا تُحسن الإنصات للنقاء.  
السعادة؟  
قد تكون مختبئة في الزاوية التي تجاهلناها، 
في لحظة نسيان تُعيد ترتيب المعاني،  
أو في وجعٍ يُصلح خرائطنا الداخلية بصمتٍ نبيل.
أن تفهم الآخر،  
لا يعني أن تبرّر انكساره،  
بل أن تُصغي لخلفية صمته،  
وتقرأ فوضاه كما تُقرأ القصيدة التي لا تُفكك بالمنطق،  
بل تُلامس بقلبٍ يتنفس المعنى، لا عقلٍ يُفرّغ منه الحياة .
بقلم الأستاذة خديجة آلاء شريف 

تعليقات