القائمة الرئيسية

الصفحات

نحن الذين لا نعرف لماذا جئنا

لم يسألونا قبل أن نجيء.
فتحنا أعيننا على أبوابٍ موصدة، وأصواتٍ مرتفعة، وأسئلة أكبر من أحجام قلوبنا.
فمضينا في الحياة لا نعرف لماذا جئنا… ولا إلى أين نمضي.

نحن الذين وُلدنا دون دليل استخدام.
كبرنا نحفظ الأوامر لا الأسباب،
نردّد الصواب دون أن نفهمه،
ونضحك حين يقولون إن الحياة هدية
لكن لا أحد يخبرنا كيف نفتحها دون أن نجرح أنفسنا.

عشنا بنصف يقين، ونصف شك،
نرسم المعنى بأيدينا كل صباح،
ثم نمحوه في المساء ونحن نحدّق في سقف الغرفة…
كأن كل شيء في هذا الوجود مؤقّت،
يمرّ من خلالنا دون أن يستقرّ فينا.

نحن الذين لا نعرف لماذا جئنا،
صرنا نُجيد التظاهر بأننا نعرف.
ندخل الحب كأنه خلاص،
نهرب إلى العمل كأنه وطن،
نحتمي بالصمت، ونختبئ خلف الابتسامات،
ونبتكر أسبابًا كي لا ننهار أمام سؤالٍ واحد:
ما الجدوى؟

وفي عمقنا؟
طفل صغير يجلس على رصيف الحياة،
يرفع يده بخجل، ويسأل:
لماذا أنا هنا؟
ولا أحد يجيبه.

كل ما نفعله بعد ذلك،
هو محاولات متكرّرة لإقناع أنفسنا بأننا على الطريق الصحيح،
بينما الحقيقة؟ أننا فقط…
نهرب من مواجهة السؤال نفسه:
لماذا جئنا؟

الكاتب  إدريس أبورزق

تعليقات