القائمة الرئيسية

الصفحات

لم يعد أحد ينتظره

لم يكن الوقت متأخرًا…
لكنّه مشى ببطءِ رجلٍ لا يخشى التأخّر،
لأن لا أحد ينتظره.

لا ضوء في النافذة،
لا صوت في الغرفة،
لا رائحة قهوة تُرحّب به…
فقط هو، ومفتاح، وبابٌ لا يسأله أين كان.

كان في الماضي يُسرع خطواته لأن أحدهم ينتظره برسالة، أو عناق، أو حتى عتاب.
أما الآن، فلا أحد يسأله لماذا تأخّر… أو لماذا تغيّر.

أن تنتظر أحدًا ولا يأتي… موجِع.
لكن أن لا ينتظرك أحد… موتٌ لا يملك حتى حقّ العزاء.

يمرّ على الأمكنة التي كان فيها حيًّا…
يتذكّر كيف كان وجهه يعرف الفرح، وكيف كان اسمه يعني شيئًا لأحد.

يرى وجوهًا كثيرة، لكنّه لا يلمح فيها ملامحه.
يمرّ أمام المرايا، لكنه لا يتوقّف…
فهو يخشى أن يرى وجهًا يشبهه، ولا يعرفه.

كل ما حوله يمضي بسرعة،
وهو لا يمضي إلى شيء.

لم يعد أحد ينتظره…
لكنه ما زال يعود كل يوم،
كأن شيئًا في قلبه لا يريد أن يصدّق أن الانتظار انتهى…
وأن لا أحد… سيطرق قلبه من جديد.

الكاتب  إدريس أبورزق

تعليقات