القائمة الرئيسية

الصفحات

سمات نادرة

نحنُ الذينَ إذا نادَى الندى أجابوا  
لسنا غبارًا، ولا كظلٍ حين يُغتابُ  
نحنُ كغيمٍ متى شاءَ العطاءُ هطلْ  
نُجيدُ الحبَّ، لكنْ بعزّةٍ تُهابُ  
نُحسنُ الظنَّ، نُسكنُ القلبَ مَن نحبّ  
لكنْ إذا خُذلنا، لا نُعادُ ولا نُجابُ  
نحنُ بصيرةُ الأرواحِ لا نغترُّ بالوجوهْ  
نُعانقُ جوهرَ الإنسانِ لا ما يُستطابُ  
تعلّقٌ بالروحِ لا يُشبهُ أيَّ تعلقٍ  
هوَ الحضورُ ولو في البُعدِ قد غابُوا  
ولأننا من صدقنا لم نخَف خسارةً  
كنا الوفاءَ وإن جفّت بنا الأسبابُ  
نُخبئ الجرحَ خلفَ حرفٍ مبتسمٍ  
ونروي الآهَ حين يعزّنا الأصحابُ  
في كل دربٍ لنا ظلٌّ يدلّ علينا  
وفي القلوبِ لنا مرسى ومحرابُ  
نقفُ على شرفاتِ الصبر منتظرينَ  
وللحنينِ بأطرافِ الدجى إيابُ  
نبني من الذكرى صلاةً سرّها الأملُ  
فما لنا في هوى الكاذبين انقلابُ  
لسنا سَدىً في حياةٍ باهتٍ لغَواً  
بل نحنُ صدقُ المعاني حين تُنتابُ  
نطوي الملامحَ في الحزن ولا نبوحُ  
لكنّ في العينِ بعضُ البوح يُجابُ  
نُمسِكُ بالحلمِ إن خانَ الزمانُ وفاهُ  
ونُصلّي لأرواحٍ مضَت فغابُوا  
نبكي ولا نخجلُ، فالدّمعُ إن صدقَ  
آيةُ قلبٍ، لا يلينُهُ العذابُ  
حينَ تذكرتمونا، تبسّمَ القلبُ بنا  
وارتجفَ الحرفُ فينا، وتدفّقَ الكتابُ  
الطيّبونَ نحنُ، لا نُعطى فرصةً ثانيةً  
لكننا الأصلُ، لا يُفرّطُ فينا الأحبابُ  
نحنُ العطرُ، لا زهرٌ ولا ماءُ وردٍ  
بل قلوبٌ تهبُ الطيبَ حيثما طابوا  
لا ننسى من نحب، لكننا أعزاءُ في الفقدِ  
إن رحلوا، نحملهم دعاءً لا يُصابُ  
يا من كسرتم الخواطر، تمهّلوا  
فالروحُ إن انكسرت، ما عادَ يجبر خطاب
بقلمي الأستاذة خديجة آلاء شريف 

تعليقات