القاهرة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في عالم كلّو استعراض وتكرار، بيجي نجم متل محمد كريم، وبيقول: “خليني احكي بلغة تانية، بلغة الصورة، بلغة الحضور، بلغة الشخص يلي لما يوقف قدام البحر، بيصير البحر خلفية لثقة ما بتتشاف كل يوم!”... وفعلاً، التريند ما بيخلق من فراغ، التريند بيولد لما الشخص يقرر يسرق النظر مو بس بالشكل، بل بالحضور، بالهيبة، بالطاقة، وبالسؤال يلي كل الناس سألته: “مين هيدا؟ وليه حضوره عم يغلي الشاشة؟”
طلّة محمد كريم الأخيرة كانت مثل رسالة مفتوحة للعالم، بتقول: “أنا هون، وأنا عالمي مش محلي، وهيدا البحر يلي ورايي مش أكبر مني، أنا مرساة وأنا موج، وأنا النجم يلي حفر إسمه من هوليوود للقلب، مش بس للتريند.” المشهد بسيط بس ضارب: محمد كريم واقف عالبحر، قميصه الملكي الأزرق والذهبي عم يلمع مع الشمس كأنو قطعة من لوحة فرنسية قديمة، النظرة فيها عمق، فيها تأمل، فيها نظرة واحد بيعرف شو بدّو، وبيعرف كيف يحصل عليه.
بس القصة ما بتخلص عند القميص أو النظرة... القصة إنو محمد كريم عم بيرجع يفرض نفسو مش كفنان وبس، بل كرمز جمالي وفنيّ وشخصي عم يفرض نفسه على الساحة بطريقة ولا أقوى! من أول ما نزلت الصورة، كل المنصّات انفجرت: الكومنتات عم تنهال، الأسئلة عم تتكرّر، والهاشتاغات بلشت تشتغل لوحدها، من دون ما يحكي، من دون ما ينزل شي، الحضور لحالو كان كافي يحطو بصدارة كل التريندات، من Instagram لـ TikTok، ومن الصحافة العربية للغرب، ومحركات البحث ما عاد تهدى... لأنو الناس عطشانة لهالنوع من النجومية الصامتة، الفخمة، والنادرة.
في ناس بينولدوا حلوين، وفي ناس بينولدوا مشاهير، بس في قلائل جدًا بينولدوا "تريند عالمي"... ومحمد كريم واحد منّن! وهالظهور ما كان مجرد لقطة، كان بيان بصري عن فنان عم يكتب تاريخه بجماله، بفكره، وباختياراته الدقيقة، لأنو عنجد، مش أي حدا بيعرف يختار قميص هلقد جريء وملكي، ويحطّو بهيك إطار فني طبيعي – البحر، الشمس، الزرقة، النظرة – ويخلي الصورة تحكي عن مليون شي بنفس الوقت، تحكي عن هدوء العاصفة، وعن طموح طالع من بيروت، ومكمّل بهوليوود، ومسكر الدائرة بالهيبة!
وما فينا ننسى، إنو محمد كريم مش نجم جديد عالساحة، هو فنان شامل، شارك بأفلام عالمية، واقتحم بوابات صعبة، بس الفرق؟ إنو هل مرة، هو مش راجع بس كفنان، هو راجع كرمز، كشخص بيعرف كيف يكون المضمون والشكل، وكيف يفرض توقيعه مش بس على الشاشة، بل على الخيال العام للناس.
ومن الواضح إنو كل تفصيل بالصورة كان محسوب... من المكان، للستايل، للساعة الفخمة عإيدو، للتموضع يلي بيصرّخ ثقة، كأنو عم يقول للعالم: “أنا ما بتخبّى، أنا الواجهة، وأنا الأصل، وأنا الجواب لسؤال: شو يعني فخامة ناعمة بلا استعراض زايد؟” لأنه ما كان بحاجة لحركات أو فلترات، كان بحاجة بس يوقف، يطلع، يترِك، ويروّق... ومحمد كريم بيعرف يروّق، وبيعرف يقلّك "أنا النجم" من دون ما يحكي ولا كلمة!
بالمختصر المفيد؟ محمد كريم مش صورة تريند، هو تريند الصورة، ومش مجرّد وجه حلو، هو كيان فني كامل، قادر يرجّ الذاكرة البصرية لملايين، بكبسة زر، بلقطة بحر، بنظرة فيها رسالة أقوى من مية بوست. وهيدا الفرق بين شخص بيشتغل ليبين، وشخص بيبين لأنو أصلاً نجم.
تعليقات
إرسال تعليق