على ترابٍ يشبهنا
هل عرفنا غير عطركِ يا أرضي؟
هل تساءلنا عن الندى،
وقد شربناه من كفّ نخلكِ؟
ألم نُولد من عيونِ مائكِ؟
ونكتب ضحكاتنا على سُفوحٍ
تحضن الشمس ولا تنحني؟
ألم نُغمض أعيننا يومًا
ونرتّل أغنيةً في زوايا الزقاق
بين رغيفٍ ننتظره،
ودفترٍ نلونه بالحلم؟
ألم نتوسّد الرمال
ونغفو على خصر الصحراء،
كأننا جزءٌ من صمتها؟
وفي حزنكِ...
كان في القلبِ رعشة
وفي فرحكِ...
كنا نرقص حتى تنسى النوافذ وحدتها
كَبُرْنا...
وما زال فينا شيءٌ من شغب الطفولة
في الأزقة، في الطوابير،
في دفءِ النساء... وفي عناد الشُبّان
نحنُ نُحبّكِ
لا كما يُحبّ العشّاق وطنهم
بل كما تُحبّ الأرضُ مطرًا لا يُخيّب
أنتِ الجزائر...
وفي اسمكِ، كل مرة، نولد من جديد
ولكأنكِ وشمٌ في ذاكرتنا
لا يُمحى، ولو غيّبتنا الطرقات
حين ضاقت الأحلامُ فينا
كنتِ الحلم الذي لم يخن
كنا نرتّق الأمل من ضوء شباكٍ
يُطلُّ على حيٍّ يشبه ابتسامتكِ
وفي العيد...
نغسل وجوهنا بندى فجرِك، ونرتدي الكبرياء
حتى الخبز اليابس فيكِ
كان يحمل طعمًا لا يُصاغ
وحين تغصُّ الحناجرُ من القهر
كنتِ تناديننا باسمٍ لا ننساه
فكيف لا نحبكِ؟
وأنتِ الوحيدةُ التي منحتنا حكايةً تستحق أن تُروى .
تعليقات
إرسال تعليق