القاهرة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في عالم بيضجّ بالمواهب، وبيشهد كل يوم على أصوات جديدة بتظهر وبتنطفي، في نجم واحد قرّر ما يكون بس "موجود"، بل يكون "مؤثّر"، نجم قرّر ما يمرّ مرور الكرام، بل يخلي الأرض تهتزّ كل ما يفتح تمّو، وكل ما يغني. هيدا هو يزن السعيد، الفنان يلي ما بيغني ليمشي الحال، بل بيغني ليخلّي الحال أحلى، ويخلّي كل تفصيل صغير بحياتنا ياخد نغمة ويحكي بلسانو.
وآخر فصول النجاح، كانت أغنيتو "حبيبنا"، يلي قلبت الموازين، وغيّرت قوانين اللعبة، وصارت تريند مش بس على التيك توك، بل صارت تريند بالمشاعر، بالعيون، بالقلوب، وبكل المسامع، من الإذاعات، للحفلات، للناس اللي حافظينها كلمة كلمة، وغنيّيها بكل عرس، وكل سهره، وكل مشوار بسيارة.
"سعيد جدًا بنجاح الأغنية، والناس عم تستعملها بفيديوهاتها"... هيك صرّح يزن السعيد
وبتصريح حصري بعد هالنجاح اللافت، قال النجم العالمي يزن السعيد: "سعيد جدًا بنجاح أغنية 'حبيبنا'، وإنها صارت مطلوبة بكل الحفلات والإذاعات، وعم شوف الناس عم تستعملها بفيديوهاتها على التيك توك وهيدا بيفرّحني من قلبي.".
هالتصريح ما كان بس تعبير عن فرح عابر، بل كان انعكاس لتأثير عمل فني بيحمل بين سطوره مشاعر صادقة، وكلمات بتنقال متل النفس، ولحن بينحفظ من أول سمعِة، وتوزيع بيرجّعك تعيش الحالة ورا بعض. أغنية "حبيبنا" ما كانت بس غنية جديدة، كانت صدمة ناعمة، طلقة حب، نَفَس دافي، وحالة جماعية بتحسّك إنك مش لوحدك، إنك عم تعيش قصة من قصصك القديمة، بس بصوت يزن.
كلمات "حبيبنا": حالة شعرية على إيقاع الهوى
بدايةً، خلينا نوقّف شوي عند الكلمات يلي كتبها الشاعر مصطفى ناصر، يلي قدر بعبارات بسيطة وعميقة بنفس الوقت يخلق لوحة كاملة، عن الحب من أول نظرة، عن العين يلي بتجرّ القلب، عن القلب يلي بيهوى بلا استئذان.
"شايفة عيوني قصادي قمر، من يوم ما ظهر وأنا حالتي خطر، خدني في عينه لسكة سفر، بقى ليلي سهر ونهاري سهر..."، يا الله عالخيال! هيدا مش نص، هيدا فيلم سينما، هيدا حالة مكتوبة على ورق ومرشوشة بموسيقى تيام علي، يلي فصّل اللحن متل ما الخياط المبدع بيفصّل فستان لعروس عم تحلم من هي وصغيرة، وزيّن كل نبضة فيه بتوزيع عمر إسماعيل يلي عرف يخلّي القلب يدق على نفس نبض الإيقاع.
"ده حبيبنا، حظنا، نصيبنا، مهما قلبنا ده إللي يعجبنا..."، بهالكلمات، الأغنية ما بس عبّرت، بل حرّضت، خلت القلب يقول: "إيه، هيدا اللي بدّي ياه!"، وكل بيت شعر كان متل لمعة عيون، أو رجفة صوت، أو تنهيدة بتم عاشق عم بيفتش عالاعتراف الأول.
مش بس غنية، "حبيبنا" صارت أيقونة للحب المعاصر
اليوم، إذا فتّحت تيك توك، بتلاقي مئات الفيديوهات، من قصص حب حقيقية، أو مشاهد مصوّرة بتصوّر حالة شوق، كلها مركّبة على صوت يزن، تحديدًا على "عدى قصادي، اتجابت هوا، والقلب هوى، نَسّم يا هوا"، المقطع يلي صار يمكن أكتر سطر مغنّى بصيف 2025.
كل ستوري عم ينزل، كل حفلة عم تنعمل، كل لحظة حب عم تنولد، عم تنربط بهالغنية. الأغنية صارت soundtrack لحياة الناس، soundtrack للي شاف حالو بهالعيون، للي قلبو نوى، للي قرّر يعيّشها سوا.
"حبيبنا" مش بس عمل فني، هيدي صار اسمها حالة، تريند، وصدى، وبتشبه تمامًا يزن: مش تقليدي، مش مكرر، مش عابر.
يزن السعيد: من صوت صادق، لصوت عالمي
يزن ما بيغني ليمرّ الوقت، ولا ليستعرض قدراته الصوتية، هو بيغني ليخلق ذاكرة جديدة، ليوثق لحظة حب ما بتننسى، ليقول بصوتو يلي نحنا مش قادرين نعبّر عنه.
من بعد أعمالو السابقة، الكل كان ناطر شي مختلف، و"حبيبنا" ما خيّبت الظن. هيّ وعود النجومية لما تتحقق، هيّ الذكاء الغنائي يلي بيمزج بين الشعبي والرومانسي، بين الشرقي والكلاسيكي، وبيفجّرن بصوت دافئ، حنون، بس قاطع.
والناس شو؟ الناس حبت، وانجذبت، وردّت بالحب
ما فيك تقرا نجاح أي غنية إلا بعين الجمهور، والجمهور صار يغني "حبيبنا" من دون ما يحس، صار يستخدمها كوسيلة تعبير، كصوت داخلي، كنداء حب، كرسالة غرام. من صبايا بتبعث فيديو عتيك توك لحبيبها، لأمّ بتغنيها لطفلها، لشب قاعد بالسيارة بيغنيها لحالو وعيونو عالفراغ... الكل لاقى حالو فيها.
وهاد النجاح مش بس من الميوزيك، هيدا من الصدق. لأن يزن ما غنّى ليبيع، غنّى ليحب.
المستقبل؟ مزهر، واضح، وصوته... أعلى من قبل
التصريح الأخير ليزن كان متواضع متل العادة، فرِح لكن موزون، بسيط لكن مؤثّر. وهيدا تواضع العارف، الواثق، النجم يلي شايف طريقو، وماشي عليه بخطى ثابتة، بخيارات فنية ناضجة، وبصوت بيحكي عنو قبل ما يفتح تمّو.
"حبيبنا" فتحت الباب لصيف ناري، وصوت يزن، بعدو عم يحضّر جديدو، وعيون الناس ناطرة شو حيغني بعد، لأنو صار في يقين عند الكل: كل ما يزن نزل غنية، نحنا قدّام لحظة فنية مش عادية، قدّام سطر جديد بتاريخ موسيقى الحب بلبنان والوطن العربي كله.
تعليقات
إرسال تعليق