القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة إلي الرجل الذي جعلني أكره النساء من بعده

إلى الرجل الذي جعلني أكره النساء من بعده

كنتُ أراك وطنًا…
وصديقتي حدود الأمان.
لم يخطر لي أبدًا،
أنكما ستكونان أول من يقتلعني من جذوري.

كنتَ تقول لي: "لا أحد يفهمني سواك"،
وأقول لصديقتي: "هو الأمان الذي دعوتُ الله به طويلًا."
كنتُ أُقربكما من قلبي حتى ظننت أنني محصّنة من كل خيانة.

لكن في ليلةٍ باردة…
كنتُ أبحث عن شاحن هاتفي في حقيبتي،
ولم أكن أبحث عن وجع،
لكنّ قلبي سقط قبل أن تقع عيناي على الشاشة.
رسالة من صديقتي... لم تُرسل لي.
بل أُرسلت إليك.
تقول فيها:
"لا تنم معها الليلة… اشتقتك أنا."

كل شيء داخلي انطفأ…
الصوت، النبض، الفهم، حتى الغضب.
لم أصرخ،
فقد مات الصوت حين قرأت اسمها...
الاسم الذي كنت أناديه إذا جرحتني الحياة.

تتخيّل؟
كنتُ أبكيك لها…
وهي تمسح دموعي بأصابع خانتني خلف ظهري.

لم تكن خيانة جسد فقط.
كانت خيانة لغة… ثقة… عمر.
كنتَ أنتَ الكذبة،
وهي الغلاف المزيّف لها.

لم أبكِ على جسدك، بل على قلبي الذي صدّقك.
لم أنكسر منكما وحدكما،
بل من نفسي التي كنت أظنها تعرف كيف تختار…
فاكتشفت أنني طفلةٌ اختارت قاتليها بنفسها.

كنتُ أضحك معها على وجهي المُتعب…
وهي تحفظ ملامحه لتتسلّق إليه حين أضعف.
كنتُ أحتمي بك من كل الرجال…
وأنت تخبئها في ظلّي.

أيّ كرامة بقيت لي؟
أيُّ امرأة فيّ لم تتلوّث من بعدكما؟

صرتُ أرتجف إذا اقتربت مني صديقة،
وأشكّ في نظرات كل أنثى أضحك لها.
أخاف أن أفتح قلبي لامرأة…
فتكون مرآة أخرى تكسرني بنعومة.

أما أنت…
فقد قتلت فيّ الإيمان بأن الحبّ اختيار نقي.
كأنك نزعت روحي،
ثم رددتَها لي مشوهة… لا تثق بأحد.

وأسوأ ما فيك؟
أنك كنتَ تجيد التمثيل.
أنك ضممتني آخر مرة،
وهمست في أذني: "ما أحد يشبهك"،
وأنت تشبه كل من خان،
وهي تشبه كل من طعنت بابتسامة.

أقول لنفسي الآن:
يا أنا…
كيف لم تنتبهي؟ كيف صدّقتِ كذبتين في وقتٍ واحد؟
يا أنا…
من يعوّضك عن نفسك؟

لست بخير.
لكنني لن أقولها بصوتٍ عالٍ،
فقد تعلّمت منكما أن أكثر من نثق بهم…
هم أول من يُسكتنا حين ننهار.

الكاتب  إدريس أبورز

تعليقات