القائمة الرئيسية

الصفحات



قد يستظلون الجميل بأنفسي

ويبيع ذكراي الرديء من الجعل


أسمي يظل على الدروب لامعا

ووجوههم بين الورى شر المثل


ما زال فعلي في يديهم سائرا

وأنا رفعت يدي وقلت لهم زلل


خذلوك يا قلبي ولم يخجل لهم

وجه ولم يصغوا لصدقك والأجل


لكنني رغم الخيانة شامخ

والذكر يحفظني بعالي المرتحل


قد كنت أبني للمحبة موطنًا

وأمد أفئدة المحيط بما وصل


قد كنت للناس السند ولم أمل

ومضيت أعطي دون شك أو خجل


ومددت كفي للجميع بالمودة مودعا

صدرا رحيما حكيما لا يضام ولا يذل


فإذا تغير ما أراهم فاعذروا

من بات يحمل في الضلوع ما قد ثقل


إني علمت بأن بعض قلوبهم

سوداء تحقد إن رأت ضوء الأمل


لا تسألوني عن جفائي إن بدا

فالجرح يعصرني وسيف الغدر سل


قد كنت أصفح عن أذى وتجاهل

حتى أرى صدري تمزقه العلل


ما عاد يعنيني غدار لئيم خائن

أو من غدا في درب مكر يحتفل


قل للخؤونين الذين تركتهم

زدنا جمالا بعدما طاح الدغل


وتبا لمن قطع الوداد بمقصهم

وبقيت أرقى والقلوب لها زمل


علم الصغار بأن ثعلب ماكر

لكنهم جهلوا مكائد من ذبل


فالبشر أخبث من يرى إن خالطوا

فتنة النفوس وغدرهم حتما يصل


فاثبت على مبدئك النبيل وكن

شهما كريما لا يهان ولا يذل


واحفظ كرامتك العزيزة وارتق

وإذا اقتضى الموقف فزلزلهم زل


إن الحاسد السقيم يحرقه

نور الفرح وبغيظه يمضي وجل


ومدعي الإخلاص يفضحه المدى

وعشرة الأيام تكشف غادر بلاخجل


قلم الأديب احمد أمين عثمان

تعليقات