خواطر فايسبوكية صباحية
الكتابة ... وطن من الحروف
بقلم المعز غني
الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد كلمات تُسطر على الورق أو تُنشر على الشاشات ، بل هي حياة أخرى أعيشها بكل تفاصيلها إنها الوطن الذي ألوذ إليه حين تضيق الدنيا ، والصوت الذي أصرخ به حين يعجز لساني عن البوح ، وهي الملاذ الآمن حين تتلاطم بي أمواج الواقع.
كلما أمسكت قلمي ، أو لامست أناملي لوحة المفاتيح من خلال الحاسوب أو شاشة الهاتف المحمول ، أشعر كأنني أستعد لرحلة جديدة لا يشبهها شيء رحلة لا أحتاج فيها إلى جواز سفر أو حقائب ، يكفيني قلبي وعقلي وروحي.
أكتب لأتنفس ، لأستعيد توازني ، لأكون نفسي كما أنا دون زيف أو تصنع.
قد تكون الكلمات هي سلاحي الوحيد ، ولكنها كانت دائمًا الأقوى من خلال صفحتي الشخصية عبر شبكة التواصلالإجتماعي "الفيسبوك" ، ومن خلال المواقع الإلكترونية والصحف المحلة والعربية التي أتشرف بالنشر فيها ، وجدت نافذتي إلى العالم وجدت أشخاصًا يقرؤونني لا بعينهم فقط ، بل بقلوبهم وكل تفاعل منكم ، كل كلمة ، كل مشاركة ، كانت رسالة تقول لي: “ أستم نحن معك”.
الكتابة ليست سهلة كما يتصور البعض أن تكتب ، يعني أن تفتح قلبك للعالم ، أن تعرّي روحك من خلف السطور فهي مسؤولية ومتعة في الوقت ذاته ، وأحيانًا وجع جميل.
أكتب حين يضيق صدري ، وأكتب حين أُضيء لمن حولي عتماتهم وأحيانًا أكتب فقط لأنني لا أعرف كيف أعيش دون الكتابة.
ليس كل ما أكتبه يُرضي الجميع ، ولم يكن ذلك هدفي يومًا أنا أكتب لأنني أجد في الحرف حياة لأنني حين أكتب ، أكون أقرب إلى ذاتي.
لا أبحث عن شهرة ، بل عن صدى عن من يشعر بما وراء الكلمات ، من يفهم أن كل نص أكتبه أو تدوينة أنشرها تحمل جزءًا من نبضي.
في عالم يمتلئ بالضجيج ، في زمن تتشابه فيه الوجوه وتضيع فيه الأصوات ، تبقى الكتابة خيطًا ناعمًا يصلني بمن يشبهني فمن يكتب ، يحيا مرتين : مرة حين يعيش ومرة حين يُخلّد ما عاشه بالحبر.
إلى كل من قرأ لي ، إلى من شاركني لحظة صدق أو وجد نفسه بين سطوري ، أقول : شكرًا فأنتم لستُم فقط جمهورًا ، أنتم جزء من رحلتي ، من حكايتي.
وحتى نلتقي مجددًا على صفحات الحرف ، أترككم في حفظ الله
على أمل أن يجمعنا الشغف ذاته والنبض ذاته والكلمة ذاتها ...
تعليقات
إرسال تعليق