القائمة الرئيسية

الصفحات

 وجع بلا بوح

أحمل الطيبةَ في راحتيّ، وأزرع الكرمَ في كل طريقٍ أعبره،  
لكنني، في لحظاتٍ خفية، أُمسكُ بصمتي بين يديّ،  
أراقبه وهو يراوغ الكلمات، يحجبها،  
ويُخفي وراء الابتسامةِ ما لا يُقال.  
حين يُزعجني أمرٌ ما، لا أشكو، لا أواجه،  
أكتفي بالسكوتِ الذي يُخفي في جوفه ألف معنى،  
وحين يأتي السؤال الحنون: "هل هناك ما يزعجك؟"  
أراني أرتدي عبارتي ذاتها، أكرّرها كأنها حقيقة:  
"لا، أنا فقط متعبة."  
لكن التعب ليس في الجسد وحده،  
التعبُ يسكنُ بين الضلوع،  
يتمددُ في زوايا الروحِ الصامتة،  
يتسلل إلى نبضات القلب،  
حيث تتكدّسُ الحكاياتُ التي لم أُفصح عنها.  
أُدرك أن للصمت حُرمة، أن له قُدرة على الحماية،  
لكنه أيضاً قيدٌ، يَمنعُ البوح،  
يُراكم الحزنَ خلفَ الأبوابِ الموصدة،  
ويُعلّم القلبَ كيف يكون قوياً حتى حين يحتاجُ إلى أن يُقال له:  
"أنا أفهمك."  
ربما يأتي يومٌ أجد فيه للشعورِ مخرجاً،  
للوجعِ صوتاً،  
للطيبةِ حقَّها في أن تُقابلَ بصدقٍ لا يُراوغُ النبض،  
وحينها، لا يكون الصمتُ حلاً،  
بل يكون البوحُ نجاةً.
بقلمي الأستاذة خديجة آلاء شريف 

تعليقات