ذهبَ الخيرُ وانطوى فجرُهُ
واكتسى الدهرُ برداءِ الخداعْ
كم بحثنا عن الصدقِ في أمَّةٍ
فتلقَّانا الدهرُ بالماكرينْ
وحصرتاه على زمن الخيرِ
والطيبةِ إذْ زالَ وانْدثرَا
لا مقامٌ للطيبِ إنْ يُرتجى
بل السلطةُ للغادرينَ استقرَا
قد تهاوى النقاءُ وصارَ الأسى
لغةَ الناسِ في موطنِ العابرينْ
فالكريمُ غدا منسيًّا كأنْ
ليسَ يقطنُ في الكونِ أو قد بَدا
كم تجاهلوا الصادقينَ وعاشوا
في سرابِ المكرِ، وكم غدروا؟
يا زمانَ الرزايا أما آنَ يومٌ
ترجعُ العدلَ في العاجزينْ؟
قد توهَّموا أنَّ غدرَ الزمانِ
هو دربُ الفلاحِ لمن غيَّروا
لا يهمُّ الخسارةُ إنْ كنتُ خيرًا
فالطهارةُ تبقي القلوبَ المتينْ
أنا الخيرُ، إني وقفتُ صبورًا
رغمَ جورِ الدهرِ والمعتدينْ
إنْ غلبتمْ بزيفِكمْ لن أَهُنَّا
سأقاومُ طولَ الدُجى مُوقِنِين
تعليقات
إرسال تعليق