القائمة الرئيسية

الصفحات

محمود عبد الراضي المحامي بالأستئناف العالي ومجلس الدولة يسرق الأضواء بإطلالة مميزة داخل سيارته: قميص أبيض، نظارة سوداء، وجلافطة أنيقة



الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


في مشهدٍ جمع بين الوقار والهيبة وبين الذوق العالي والتناسق المذهل في التفاصيل، خطف الأستاذ محمود عبد الراضي، المحامي المرموق بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، الأنظار بإطلالة لافتة داخل سيارته الخاصة، حيث ظهر مرتديًا قميصًا أبيض ناصعًا بعناية لا تعرف العشوائية، ونظارة شمسية سوداء أنيقة تعكس شخصية الواثق، وجلافطة سوداء مترفة أضفت على المشهد هالة من الرقيّ المتزن، وكأننا أمام لوحة قانونية صامتة تُعبّر عن ذاتها دون كلمات، وعن شخص يعرف تمامًا قيمة الظهور في لحظة، وقيمة الرسالة في الصورة، وقيمة الرمزية في كل تفصيل صغير يظهر أمام الناس، خصوصًا حين يتعلّق الأمر برجل قانون يمثل طبقة فكرية نخبوية، يختصر في إطلالته مشوارًا من الانضباط، والثقافة، والنجاح.


ذلك المشهد الذي التقطته عدسات الجمهور أو عيون المتابعين لم يكن ظهورًا ترفيهيًا عابرًا، بل كان بمثابة تأكيد بصري لما يحمله هذا الرجل من هيبة مهنية وخصوصية شخصية، فهو لا يتعامل مع لحظات الظهور كمجرد حالات عابرة أو صور تُنشر ثم تُنسى، بل كرسائل مشفّرة تقول الكثير دون أن تنطق، وتبوح بالمبادئ قبل أن تُقرأ السير الذاتية. فالقميص الأبيض بدا كمرآة نقية تعكس صفاء الموقف، ونقاء المبدأ، والتزامًا أخلاقيًا بقيمة "النظافة" المهنية التي لا تُختصر في الشكل فقط، بل في الجوهر الذي يحمله كل من يمارس المحاماة بمسؤولية وحرفيّة.


أما الجلافطة السوداء، فكانت تفصيلًا غنيًّا بالمعاني، اختارها ليؤكد التوازن الدائم بين المرونة والانضباط، وبين الانفتاح العصري والالتزام الكلاسيكي، وكأنها سُترة القانون ذاته حين يحتضن رجلًا لا يعرف إلا طريق العدالة، ولا يتنفس إلا قيم الدفاع، ولا يرتدي إلا ما يعكس مهنته في احترام كامل للتقاليد. الجلافطة هنا لم تكن قطعة قماش، بل رمزًا لحالة استثنائية من الرقي، والثبات، والاتزان الذي نادرًا ما يُرى مجتمعًا في شخصية واحدة.


النظارة الشمسية السوداء التي أطلّ بها الأستاذ محمود عبد الراضي، لم تكن وسيلة للاحتماء من الشمس فحسب، بل بدت كدرع فكري يحمي رؤيته من التشويش، ويعكس نوعًا من الاستقلالية في الفكر والقرار، وكأن عينيه خلف الزجاج الداكن ترى ما لا يراه الآخرون، وتزن الأمور بميزان القانون لا ميزان الانطباعات. النظارة لم تكن للتجميل بل للإشارة إلى عمق النظرة، وإلى أن هذا الرجل لا يتحرّك إلا بدراية، ولا يظهر إلا بثقة، ولا يترك صورة إلا وقد خطّ من خلالها سطرًا في روايته القانونية المستمرة.


السيارة، تلك المساحة الخاصة التي احتضنت المشهد، لم تكن مجرد وسيلة تنقّل، بل ظهرت كامتداد لحالة التفرّد التي يعيشها الأستاذ محمود عبد الراضي، حيث اختار أن تكون لحظته فيها، لحظة هدوء بين أروقة القضايا وأصوات المحاكم، لحظة يتناغم فيها شكله الخارجي مع مضمونه الداخلي، ويتلاقى فيها الذوق الراقي مع الانضباط المهني، وكأن هذه الصورة التي نُشرت أو رآها المتابعون كانت بمثابة استراحة فكرية داخل مركبة تحمل تاريخًا مهنيًا من الأمانة والشرف والكرامة.


ومن الجدير بالذكر أن الأستاذ محمود عبد الراضي ليس مجرد محامٍ ناجح في سطور السجلات القضائية، بل هو حالة قانونية وإنسانية تعيشها ساحات العدالة، رجلٌ لا يخوض معاركه في القاعات فقط، بل يحمل مبادئه معه في الشارع، في البيت، في ظهوره، في صمته، وحتى في قميصه الأبيض الذي لا يتساهل في نظافته كما لا يتهاون في الحق، وفي الجلافطة التي تغطيه كما تغطي القوانين أجساد النصوص، وفي النظارة السوداء التي تعكس واقعًا يراه بعيون القانون لا بعيون الانطباع.


الناس الذين تابعوا هذا الظهور المميز لم يكونوا يبحثون عن صورة أنيقة فقط، بل رأوا فيها تمثيلًا لطبقة المحامين النبلاء الذين لا تغريهم الإطلالات الهشة ولا تسحرهم الشهرة، بل يفرضون احترامهم بالصمت، وبالهندام، وبالرسائل غير المنطوقة. ولعلّ هذا ما جعل الكثير من المتابعين يصفونه في تعليقاتهم بأنه "سفير الأناقة القانونية"، و"رمز الهيبة العصرية"، و"رجل الموقف والصورة"، وهي ألقاب لم تأتِ من فراغ، بل من شخصية حافظت على مكانتها بالعلم والمبدأ، وقررت أن تُثبتها أيضًا بالصورة والرمز.


وفي زمنٍ كثرت فيه الوجوه وتكررت الإطلالات وتلاشت الحدود بين الحقيقي والمصطنع، يثبت الأستاذ محمود عبد الراضي أن التفرّد لا يُشترى، وأن الهيبة لا تُستعار، وأن الصورة الصامتة قد تنطق أحيانًا بما لا يقوله ألف خطاب، حين تكون صادرة من قلبٍ نقيّ، وعقلٍ متزن، وروحٍ تُدرك أن العدالة ليست وظيفة بل نمط حياة. فلهذه الإطلالة ألف معنى، ولهذا القميص الأبيض تاريخ من الشرف، ولهذه الجلافطة السوداء ألف دلالة، ولهذه النظارة قصة تُروى في صمت، عن رجلٍ من زمن المبادئ، لا يمر مرورًا عابرًا... بل يترك في

تعليقات