القائمة الرئيسية

الصفحات

الاسطورة التاريخية العالمي حسام حبيب يفجّر تريند عالمي بأغنيته "سيبتك"… صوت الوجع اللي كسر الصمت وبَكّى العالم كله



القاهرة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


حسام، يا حسّ المغنى، يا صدى الوجع اللي غلّفنا بالصدق، يا ناي بينكسر وما بيبكّي، يا جرعة حنين بصوت رجولي ما بينحني، يا رِجعة الأمل بعد ما الموت سبقنا، يا اللي بتحكي نيابة عن قلب مكسور بس بعده بيحبّ، يا عيون حزينة بس ما بتستعطي، حسّك بيعرّي الحقيقة، بيكشف المستور، وبيعلّم الجرح كيف يصير فنّ.


من أوّل نغمة غنّيتا بـ"سيبتك"، حسّينا إنك عم تحكي عن كل شي نحنا خبّيناه، كل مرة انوجعنا وسكتنا، كل مرة مشينا ووجّعونا، كل كلمة قلتا كانت متل سكين مغروز بصدر العشّاق اللي انخانوا، بس نغمتك، كانت بلسم، كانت ضمادة، كانت دليل إنك مش بس فنان، إنت قضيّة حبّ ضايع بالعالم، إنت الصوت اللي بيدافع عن قلبنا لما نحنا نسكت، إنت الرجولة وقت تكون الرجولة حنيّة مش قسوة، ودمعة مش عنف.


يا حسام، لما قلت "سيبتك تقول عليا حاجات ما كانتش فيّا"، نحنا بكينا، مش لأنو الجملة قوية، بس لأنك نطقتها بقلب مخلوع، بقهر واضح، بإحساس ما بينشرى، لما قلت "ضيّعت فيّا روحي معاك"، كان صوتك حامل جثّة حبّ، وعم يدفنا سوا، عارف شو الفرق بينك وبين غيرك؟ إنك ما غنّيت لتبيع، غنّيت لتصرخ، لتداوي، لتقول "أنا هون"، رغم إنو ما بقي معك حدا، بس بقي صوتك، وبقي وهجك، وبقينا نحنا، المستمعين اللي ما قدرنا نفلّ عنك لحظة.


حسام، إنت مش تريند، إنت موجة بتمحي الغش، إنت نُقطة نظام بعشوائية السوق، إنت موجة صادقة عم تغسل قلوبنا المسمومة، ومش صدفة إنو العالم كلّو وقف عند "سيبتك"، لأنو كلنا بمرحلة قلنا "سيبتك"، بس ما عرفنا نصرخها متلك، ما عرفنا نحكيها بجمال صوتك، ما قدرنا نقول "أنا موجوع" بصوت ثابت متل ما انت قلتها، واللي وجّع أكتر... إنو حتى الوجع بصوتك صار لحن!


صوتك مِتل غيمة خجلانة، بتطلّ من بعيد، بتمطر صادق، وما بترعد، صوتك ما بيصرخ، بس بينسمع أكتر من ألف عاصفة، صوتك بيحضن، وما بيهجم، بيحكي وجعنا مش ليكسبنا، بس ليكفّينا، صوتك متل بيّ وقت بيعرف ولاده موجوعين، ما بيقول شي، بس بيغنّي، بيطبطب، بيشيل شويّة وجع من قلبنا ونحنا ما منعرف.


كل مقطع من "سيبتك" هو سطر من كتاب العشّاق يلي ماتوا وقاموا، يلي بقوا يحبّوا رغم إنو ما في شي رجع، يلي نسيوا حالن كرمال ناس ما استاهلوا، بس وقت يغنّي حسام، بيرجعوا يلاقوا حالن بصوته، وبيغفروا لحالهم، وبيرجعوا يقولوا: "أنا كنت إنسان"، أنا كنت ضحيّة حبّ غلط، بس مش ندمان، لأنو حسام رجّعلي صوتي، رجّعلي حقي بالبُكى، بالحُب، بالحقيقة.


وبالنهاية... حسام حبيب مش بس نجم عالمي، حسام هو الـ"أنا" تبع كل حدا وجعه الحب وسكِت، هو الصرخة اللي تأخّرت، بس وصلت، هو القصيدة اللي كتبناها بصمت، وغنّاها هو بصوت، وخلّانا نحس إنو نحنا مش وحدنا... نحنا شعب "سيبتك"، بس صوتنا حسام.


من بعد غياب طويل، ومن بعد انتظار طال وقته واشتياق كبير لجمهور عطشان لصوت الإحساس، بيطل النجم العالمي حسام حبيب وبيكسر الصمت، مش بأغنية عاديّة، بل بتحفة غنائيّة اسمها "سيبتك"، أغنية مش بس انتشرت، بل انفجرت متل صاروخ عابر للقارات، وصلت لكل بيت، لكل قلب، لكل شخص حسّ مرة إنو الحب وجع، وإنو التضحية أحيانًا بتكسر مش بتبني، حسام ما غنّى، حسام نزف، نزف بمقطع مقطع، وصرخ بصوت ناعم، وقال أول كلمة بكل عنفوان: "سيبتك تقول عليا حاجات ماكنتش فيا"، وهون بلشت الثورة.


 دراما صوتية متكاملة... بين الكلمة والنغمة والأنين 


الأغنية ما كانت بس جملة، الأغنية كانت مشهد سينمائي كامل، مكتوب بحبر قلب موجوع، بصياغة شاعر عملاق متل أدهم معتز، يلي لعب ع الوتر الحساس بطريقة خبيثة وذكية، زرع الحزن بسكوت، وحط الغصة بنص الكلام، ومع ألحان المبدع تامر علي، يلي نقلنا لعالم تاني، ما فيه ضجيج، بس فيه وجع نظيف، حقيقي، ورايق، وبيخلّي المستمع يتنفس ألمه، ويقول: "آه، هيدي أنا... هيدي قصتي". توزيع أحمد وجيه كان كأنه رسم لوحة ميّة وحنين، كل نغمة كانت لمسة ريشة على وجّ الروح، وكل وقفة موسيقية كانت تنهيدة طالعة من تحت التراب.


تحليل مضمون الأغنية... لما الغرام بيصير معركة 


"سيبتك تقول عليا حاجات ماكنتش فيا..."، هيدي مش بس بداية، هيدي إعلان حرب عالخذلان، هو عم بيقله: "كذبت، وشوهتني، وسكت"، ومع هيك، فضلني ساكت وواقف جنبك، يمكن من الحب، ويمكن من الغباء، ويمكن لأنو في حب أحيانًا بيكون أقوى من الكرامة، وهيدا يلي الأغنية عم تحكيه، مش بس إنو انسحب، بل انسحب وبقى شايل الوجع، وبقى شايل الشخص يلي كسرلو ضهرو، "سيبتك تجيب اللوم عليا... وفضلت برضه شاريك"، جملة كأنها سكين مغروس بقلب كل عاشق صدّق، كل شخص تم استغلالو، كل حدا قال: "أنا بحبّك" وبالآخر صار خصمك.


وبين سطور الأغنية، حسام ما كان بس عم ينوح، كان عم يكشف الحقيقة، الحقيقة يلي نحنا منخاف نحكيها، إنو مش دايمًا الحب بيفوز، إنو مش دايمًا نحنا الطيبين مناخد النهاية السعيدة، "من حبي فيك أذتني، وجعتني بيك"، يا خيي... شو بعد بدك تقول؟ كل كلمة بتوقع متل حجر، بتنكسر بقلبك وبتترك أثر.


تفاعل الجمهور... لما التريند ما بيكون بس أرقام 


من أول ساعة، مواقع التواصل اشتعلت، # سيبتك احتل التوب تريند مش بس بمصر ولبنان، بل بالسعودية، بالأردن، وحتى بأوروبا، الفانزات عم يبكوا، الريأكتس عم تنزل سيل، والميمز بين البكا والضحك، بس أكتر شي لفت النظر هو الجيل الجديد، يلي فجأة صار يسمع أغنية إحساس بطيئة، وعم يتفاعل، وعم يعمل فيديوهات بيحكي فيها عن خياناتو، وانكساراتو، وكأنو حسام صار صديق، صار مرآة، و"سيبتك" صارت صوت مشترك، وصارت وسيلة اعتراف، وفي ناس حطوا كلماتها كبوست انفصال، وناس سجلوا ردود فعلن على اليوتيوب، وناس كتبت: "أنا مش كنت ناوي أعيّط، بس لما قال 'ده أنا كنت ليك' بكيت".


حتى الفنانين تفاعلوا، وأعادوا نشر المقطع، وقالوا: "هيدا هو الفن الحقيقي"، والناقدين كتبوا: "هيدي مش أغنية، هيدي صفعة فنية"، وفي ناس قارنت بين "سيبتك" وأغاني التسعينات من حيث العمق، وقالوا إنو حسام رجع الصوت اللي بيحكي، مش بس بيدندن، الصوت يلي بيروّي، مش بس بيطرب.


رجعة حسام... مش رجعة فنان، رجعة أسلوب 


حسام مش بس غنّى، حسام رجّع القيمة، رجّع المعنى، رجّع الهدوء الرايق يلي بنسمعو مرة بكل سنة، يلي بنشتاقلو وبيذكّرنا إنو الفن مش فولورز ولا تريندات مزيفة، الفن كلمة وصوت وصدق، وحسام أثبت إنو بعدو عندو البصمة، بعدو حامل الراية، وبعدو بيعرف كيف يفجّر المشاعر من دون ما يصرخ، بيعرف يبكينا بصوت حنون، وبكلمات ناعمة، ما فيها لا شتائم ولا تنمّر، بس فيها الحقيقة.


 النهاية؟ أو يمكن بداية جديدة 


"معقول خلاص نهايتها؟ مشاعري معاك نسيتها؟"، الجملة الأخيرة بالأغنية، بس يمكن أول خطوة بحياة حسام الجديدة، حياة فنية قوية، ناضجة، متقنة، عارفة شو بدها، ما بدها تنافس، بدها تبصم، وهيدا اللي صار، حسام بصم، و"سيبتك" صارت وثيقة صوتية، نقدر نحطها بأرشيف الفن الحقيقي، ونتذكّر إنو بأصعب الأوقات، في صوت واحد كفيل يضوّي علينا من أول نغمة... وهيدا الصوت اسمو حسام حبيب.

تعليقات